'داعش' كما يعتقد عبدالمحسن جمال 'خيال مآتة' انتهى رهان البعض عليه

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0


القبس

رأي وموقف  -  هل بدأ التخلي عن 'داعش'؟!

عبدالمحسن يوسف جمال

 

المتابع للاحداث منذ التدخل الروسي القوي في سوريا، والضربات الجوية المتواصلة على مواقع الحركات الدينية الارهابية المسلحة والقبول الدولي باستصدار قرار مجلس الامن رقم 2254 ومطالبته كل دول العالم باتخاذ كل الخطوات الضرورية لمحاربة هذا النوع الجديد من الارهاب، والمستند الى البعد الديني الخاطئ والذي يسهل له من قبل فتاوى ضالة يصدرها بعض رجال الدين ممن لديهم قراءة مغلوطة للفقه الاسلامي الحنيف.
«داعش» ليس فهما جديدا للاسلام، ولكنه نتيجة لواقع خاطئ بدأ منذ مئات السنين وتسبب في مآس كثيرة للمسلمين وغيرهم، ولكنه ومع تطور المدنية ودخول مفاهيم الدولة الحديثة والانظمة الديموقراطية والنفوذ الغربي، فقد تقلص نشاط هذا الفهم المتطرف للدين.
ولكنه انبعث بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين وانحلال الجيش العراقي وهروب قياداته العليا وضباطه، الذين وجدوا فرصتهم بعد ظهور الربيع العربي وتعرض العديد من الدول العربية للفوضى السياسية غير المنضبطة وتدخل الاطراف الدولية، فوجدوا فرصتهم بالتعاون مع الاطراف الدينية المتطرفة، فشكلوا قوة جديدة واحتضنتهم بعض الاطراف، فشكلوا ما سمي بالدولة الاسلامية في العراق والشام بالتضامن اولا مع تنظيم القاعدة ثم تم الانفصال عنه.
واصبح «داعش» محضنا مناسبا لكل اصحاب التوجهات الدينية المتطرفة، واستفاد من ضعف قبضة الدولتين السورية والعراقية، فقام بين عشية وضحاها بالسيطرة على اجزاء كبيرة ومدن عديدة من هاتين الدولتين، واعلن قيام دولته الدينية وعين خليفة، وطالب جميع المسلمين بمن فيهم حكامهم بمبايعته!
هذا الامر شجع الكثير من مناصريهم للتوجه الى سوريا والعراق لمحاربة «الكفار من المسلمين!»، كما برز بعضهم ممن تجنسوا في الدول الغربية الذين قاموا ببعض العمليات الارهابية في الدول التي آوتهم واحتضنتهم!
كل ذلك جعل الغرب والشرق ينتبه لهذا الخطر الارهابي الجديد، وان استفادوا منه بعض الوقت لزعزعة بعض الانظمة العربية، ولكن وبعد فشله في ذلك ووصول خطره الى اوروبا، وبعد التدخل الروسي الصريح في الوقوف مع النظام السوري، ما كان للجميع الا استصدار ذلك القرار الاممي لمحاربة تلك التنظيمات الدينية المتطرفة قبل ان يفلت الزمام وتذهب الامور الى ما لا تحمد عقباه.
مع صدور ذلك القرار، وترك ورقة داعش والغائها من اللعبة الدولية، بدأ العد التنازلي لنهاية «خيال مآتة» انتهى رهان البعض عليه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك