عن أعظم محاكمة في التاريخ.. يكتب عبدالمحسن المشاري
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2016, 11:22 م 816 مشاهدات 0
الأنباء
يا سادة يا كرام - أعظم محاكمة في التاريخ
عبدالمحسن محمد المشاري
أعظم محاكمة سمع بها على مر التاريخ، نادى الغلام: يا قتيبة «هكذا بلا لقب» فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة امام القاضي جميعهم، قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟ قال: اجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعونا الى الاسلام ولم يمهلنا حتى ننظر في امرنا، التفت القاضي الى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة، قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الاسلام ولم يقبلوا بالجزية، فقال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للاسلام او الجزية أو الحرب؟ قال قتيبة: لا إنما باغتناهم كما ذكرت لك، قال القاضي: اراك قد اقررت واذا اقر المدعى عليه انتهت المحاكمة يا قتيبة ما نصر الله هذه الامة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل، ثم قال القاضي: قضينا بإخراج جميع المسلمين من ارض سمرقند من حكام وجيوش ورجال واطفال ونساء وان تترك الدكاكين والدور والا يبقى في سمرقند احد على ان ينذرهم المسلمون بعد ذلك، لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه فلا شهود ولا ادلة ولم تدم المحاكمة الا دقائق معدودة، ولم يشعروا الا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون امامهم، وبعد ساعات قليلة سمع اهل سمرقند بجلبة تعلو واصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ورايات تلوح خلال الغبار فسألوا.. فقيل لهم: ان الحكم قد نفذ وإن الجيش قد انسحب في مشهد تقشعر منه جلود الذين شاهدوه او سمعوا به، وما غربت شمس ذلك اليوم الا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية وصوت بكاء يسمع في كل بيت على خروج تلك الامة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند انفسهم، حتى خرجوا أفواجا وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله».
يقال حصلت هذه القصة في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز- رحمه الله.
المصدر قصص من التاريخ للشيخ الأديب علي الطنطاوي- رحمه الله.
تعليقات