خالد الجنفاوي يكتب: هذا هو الفرق بين 'تويتر' الغرب و'تويتر' العرب

السياسة

حوارات  -  الاستخدام المسيء لـ'تويتر' في المجتمع العربي

د. خالد عايد الجنفاوي

 

شعار «تويتر» هو عصفور أزرق مغرد وفق بعض المصادر، ويطلق عليه طائر الأزرق الجبلي، ويعيش في شمال وغرب أميركا الشمالية، ويمتد تواجده إلى شمال المكسيك. ويطلق سكان أميركا الأصليون من قبيلة الـ «نافاهو» على الطائر الأزرق بشير الشمس المشرقة، وذلك بسبب تغريده قبل الفجر وتوقفه عن ذلك بعد شروق الشمس (المصدر: الموسوعة المصورة لطيور العالم 188). ما يثير الاهتمام أيضاً حول عصفور «تويتر» هو سبب اختياره مع أنه واحد من بين آلاف الطيور المغردة؟ ولماذا تم انتقاء الطائر الذكر بدلاً من الأنثى التي يكسو ريشها اللون البني المائل للرمادية، وبعض اللون الأزرق على أجنحتها الصغيرة؟ لا يشكل «تويتر» مشكلة وجودية أو ميتافيزيقية معقدة في أغلبية المجتمعات الغربية، فلم نسمع أو نقرأ حتى الآن أنه تسبب بأزمات اجتماعية وثقافية كارثية أدت إلى تهديد أسس المجتمع الغربي، بل يستمر الملايين في استخدام تويتر في حياتهم اليومية، ولم يشكل إلى اليوم مشكلة اجتماعية أو ثقافية خطيرة سوى ما يتم نشره عبر الأثير الإلكتروني من تشويه لسمعة الناس، أو التهديدات المباشرة للأمن القومي والتي يتم التعامل معها بشكل قانوني من دون ضوضاء أو تركيز إعلامي متكلف. عصفور «تويتر» يتحول أحياناً إلى وحش مرعب يؤثر بشكل مفاجئ وكارثي في تلك المجتمعات التي لم ترسخ في ذهنها الجمعي حتى الآن ضرورة الحفاظ على حدود حرية الرأي والتعبير المسؤولة، فيتحول العصفور الجبلي اللطيف إلى وحش أزرق ذي أسنان حادة لأن من يستعمله يود له ذلك، اذ هناك نوع من بني البشر في كل المجتمعات الإنسانية المعاصرة يسيئون استعمال اغلب ما تنتجه الحضارة من أدوات تكنولوجية وذلك لأنهم يستخدمونها في غير أغراضها الأساسية، ومع أنه يوجد في الغرب من يستعمل «تويتر» لنشر الأكاذيب وتشويه الحقائق والوقائع المحلية، لكنها لا تؤثر بشكل كبير في مسيرة المجتمع ولا تعطل الحياة اليومية فيه. تتسم مشكلة الاستخدام المسيء لـ «تويتر» في المجتمع العربي كونه يعكس أحياناً حالات نفسية معقدة للغايةحتى يبدأ يظن من يقرأ بعض تلك التغريدات المسيئة كأنه يقرأ هلوسات قاتل متسلسل يتحين الفرصة للانقضاض على ضحيته, وذلك بسبب ما «تزخر» به من كراهية سوداء معتقة ونحاسة وحسد وحقد أسود لأشخاص متخلفين ذهنياً وأخلاقياً, ويبدو انهم لم يمارسوا قط أي نوع من الحوار, فهم يمقتون كل ما هو مختلف عنهم بشكل متطرف للغاية