المظاهر الزائفة أصبحت تمزق مجتمعنا الخليجي شر تمزيق.. برأي سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 12, 2015, 12:39 ص 1101 مشاهدات 0
الأنباء
جرس - 500 دينار
سامي الخرافي
وقف رجل وسيم المنظر وأنيق الملبس أمام سقراط يتباهى بلبسه ويتفاخر بمظهره فقال له سقراط: تكلم حتى أراك، لقد أصبحت المظاهر الزائفة تمزق مجتمعنا الخليجي شر تمزيق، وأصبح حديث الكثير عن آخر ما وصل للسوق الخليجي من ماركات مشهورة من أجل شرائها وصدقت الحكمة التي تقول: «الماركات أكبر كذبة تسويقية اخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدقها الفقراء».
كنت في مجمع شهير جدا مع أحد الأصدقاء بعد خروجنا من حفل زفاف بالفندق الملاصق لذلك المجمع فقال لي الصديق: بشوف شغلة معينة بشتريها لأم العيال ودخلنا أحد المحلات الشهيرة بماركاتها العالمية وسأل البائع عن سعر حذاء أعجبه جدا فقال له: «500 دينار»! فلفت انتباهي السعر فقلت هل معقول في أحد يشتري بهذا السعر؟ فضحك وقال: شوف اللي ورا ظهرك وشوف سعره فانصدمت من هذا السعر اللامعقول! وقال البائع هناك من يحب التباهي بأنه اشترى حذاء.. الخ من المكان الفلاني كنوع من الغرور والنقص الذي يعانونه في شخصياتهم، فهناك من يتسلف أو يستخدم بطاقة الائتمان.. من أجل أن يثبتوا للآخرين بأنهم اصحاب نعمة وخير وما عندهم مشكلة في شراء ما يريدونه وهم في حقيقة الأمر «حفاي ومنتفين» وأضاف بأنه لولا هؤلاء لما فتحت الكثير من المحلات المشهورة سواء هنا أو في مكان آخر، فخرجنا دون ان نشتري شيئا من باب «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه».
ما يحزنني بأن هؤلاء يعتقدون بأن السعي والركض وراء المظاهر الزائفة سيرفع مقامهم عاليا بين الناس ولم يعلموا بأن المتكبر كالواقف على الجبل.. يرى الناس صغارا.. ويرونه الناس أيضا صغيرا. وأنت في ذلك المجمع الشهير تشاهد المظاهر الكاذبة بكل تفاصيلها دون أن تعلم سبب ذلك المرض اللعين! وتذكرت قصة رجل متكبر ومغرور قد شاهد فقيرا قادم إليه.. فقال: كالعادة يلاحقوني هؤلاء الفقراء «الحثالة» من أجل المال! فمد الفقير يده الى ذلك المتكبر قائلا: تفضل سيدي لقد سقطت منك «محفظتك» تفضل خذها، شفت اللقافة وقصف «الجبهة» ما تسوى عليك.
واخيرا، كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قمة التواضع، فمن نحن حتى نتكبر ويقول الله سبحانه وتعالى: (إنه لا يحب المستكبرين)، ويقول ابن الجوزي: ويحك إنك في القبر محصور.. الى إن ينفخ في الصور.. ثم راكب أو مجرور.. حزين أو مسرور.. مطلق أو مأسور.. فما هذا اللهو والغرور، فالتواضع ثقة والتكبر نقص، وما يجب على الإنسان أن يتباهى به هو ما يقدمه من أعمال خيرية أو علم ينفع به الناس أو أخلاق حميدة.. الخ تلك هي الصفات وغيرها هي التي ترفع من قيمته أمام الآخرين.
تعليقات