تقسيم دول العالم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يعكس رؤية عنصرية.. هكذا يعتقد وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 870 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  -  مصطلحات رأسمالية عنصرية

وليد الرجيب

 

منذ أن نشر الاقتصادي الفرنسي ألفريد سوفيه مقاله حول مصطلحات العالم الثالث والأول والثاني في العام 1952، أخذ العديد من السياسيين هذه المصطلحات كمسلمات، ومصطلح العالم الثالث هو مصطلح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، بحيث صنف المعسكر الرأسمالي كعالم أول، وصنف العالم الاشتراكي (الاتحاد السوفياتي السابق) والدول التابعة للنظام الاشتراكي بالعالم الثاني، أما العالم الثالث فتندرج تحته الدول المتخلفة غير الصناعية، أو ذات الصناعات المتخلفة، ولا يهم إن كانت الدول غنية مثل دول الخليج العربي، أو الدول الأفريقية الغارقة في الفقر والتخلف والمجاعة.

وقد استوحى سوفيه مصطلح العالم الثالث، من مصطلح الفئة الثالثة في المجتمع الفرنسي القديم وقبل الثورة الفرنسية، وكردة فعل حاول البعض تخفيف هذا المصطلح، إلى مصطلحي العالم المتقدم والعالم النامي.

وتقسيم دول العالم تبعاً لوضعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، يعكس رؤية عنصرية لمفكري الرأسمالية، مثله مثل مصطلح صراع أو صدام الحضارات، الذي استخدمه صامويل هنتنجون، الذي يقسم الصراع بين العالم الغربي والعالم الشرقي، ويستثني اسرائيل وموقعها الجغرافي في الشرق الأوسط، فيجعلها تنتمي إلى الغرب تعسفاً، وكذلك مصطلح «نهاية التاريخ» لفوكوياما، الذي يبشر من خلاله بخلود النظام الرأسمالي.

فالنظام الرأسمالي ما زال يصيغ المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بحيث يطمس فيه الصراع الطبقي، ويستمر استغلال الموارد والأيدي العاملة الرخيصة في الدول التي تسميها العالم الثالث، وعلى دول هذا العالم أن تستسلم لقدرها وللحروب التي تشنها عليها الدول الرأسمالية بحجج مختلفة، كما يحدث في ليبيا والعراق وسورية.

هذا التعمد في التصنيف العنصري، يأخذه بعض مثقفي الدول التي تسمى (عالما ثالثا)، كحقيقة ثابتة، فيضعونها في كتاباتهم ومحاضراتهم، دون تحليل أو تمحيص لدلالته، وانساقت بعض قوى وشخصيات يسارية مع هذا التصنيف الأيديولوجي، ولا تختلف هذه التصنيفات عن تصنيف هتلر النازي للأعراق مثل العرب، حيث وضعهم في أسفل قائمة الأعراق البشرية.

هناك عالم رأسمالي امبريالي، وهناك دول ريعية تابعة تسير في ركاب الاقتصاد النيوليبرالي، وتدخل شعوبها في صراع مع الامبريالية، من أجل التنمية الذاتية المستقلة، ولكن الامبريالية تجهض تطلعاتها، ولا تسمح لها بالخروج عن طاعتها، من خلال استخدام تبعية الأنظمة المستبدة، التي تخضع لأوامر صندوق النقد الدولي، من أجل إفقار الشعوب وبروز البرجوازية الفاسدة الطفيلية فيها.

والآن بعد انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي السابق، وتغير الواقع من عالم القطب الواحد إلى عالم الأقطاب المتعددة، كيف سينظر إلى القطب الرأسمالي الجديد؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك