قربك من الحدث لا يعني معرفتك بتفاصيله.. هذا ما يراه صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 508 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  أنا كنت هناك

صالح الشايجي

 

قربك من الحدث لا يعني معرفتك بتفاصيله ولا حتى معرفتك بحدوثه من الأساس!

يتباهى البعض بقولهم «أنا كنت هناك» أي في موقع الحدث، أو بقربه منه، وذلك ليعطي لخياله الفرصة كي يشطح وينطح ويسبح في سماء الأخيلة وينسج الأساطير حول ذلك الحدث ويحلق شاهقا ويهبط سحيقا، وهو منتشٍ منتفخ الصدر متورم الوجنتين، محمرٌّ مخضرٌّ مصفرٌّ.

كان لنا صديق ـ رحمه الله ـ من هذه النوعية، أي شاهد على الحدث أو الأحداث أينما وقعت، فدائما هو موجود ودائما هو شاهد عيان ودائما هو ينقل لنا تفاصيل ذلك الحدث!

ولما كنا نعرف فيه هذه الخصلة، فقد أوقعناه مرة في مقلب. 

حيث كنا في القاهرة ـ والقصة تعود إلى أربعين عاماً ـ وقرأنا في صحف الصباح عن وفاة أحد الفنانين، وفوجئنا في مساء اليوم ذاته بـ «المرحوم» حيّاً يرزق حيث ظهر على شاشة التلفزيون لتأكيد يقائه حيّا وأنه لم يمت!

ولما كنا نعرف أن صديقنا «شاهد العيان» سيأتي بعد قليل فقد اتفقنا على أن نقوم أمامه بدور المتأثرين بوفاة ذلك الفنان، طالبين من صديقنا أن يحكي لنا ظروف وفاته ودفته وما إلى ذلك، لأننا مدركون أن صديقنا لا يعلم بأمر المقابلة التي ظهر فيها الفنان، وأيضا لعلمنا بأن صاحبنا لن يفوت فرصة مثل هذه كي يشرق فيها ويغرّب لا سيّما أنه قريب من الوسط الفني.

محاولين من وراء ذلك المقلب مساعدة صديقنا على الكف عن شطحاته وخيالاته وأكاذيبه.

ولما جاء أتقنّا أمامه دور المصدقين بالوفاة سائلين صاحبنا عن التفاصيل ومقدرين له عذر تأخره علينا بانشغاله بوفاة المرحوم.

وبالفعل هذا ما حدث حيث قام يقص علينا مجريات أحداث الوفاة وتفاصيل الجنازة وما الى ذلك!

وبعدما أنهى كل قصصه ورواياته المزعومة، انفجرنا ضاحكين، مؤكدين له أن الرجل لم يمت وأنه ما زال حيّا!!

ولكن «بوطبيع ما يجوز من طبعه» ـ كما يقول مثلنا ـ فبدل أن يحس صاحبنا بالخجل ويعتذر عن نسجه القصص الكاذبة، قال «مانا عارف بس كنت بهزّر معاكم»!!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك