حزب 'الأريكة' في الكويت يعاني من الهمود.. كما يعتقد يعقوب الصانع
زاوية الكتابكتب ديسمبر 6, 2015, 11:26 م 698 مشاهدات 0
القبس
حزب الأريكة.. و'حب التحويل'!
يعقوب عبدالعزيز الصانع
منذ نشأته الأولى، وفي مقدمة بواكيره، كان التحليل النفسي عرضة لاختبار الثقافات، فهو قد جوبه بالرفض في المجتمعات الأوروبية الكاثوليكية، وكانت النمسا تقابل فرويد بمزيج من النبذ والتجاهل والسخرية، ومع بداية صعود النازية أجبر على الهجرة الى لندن، وكانت الثقافة الأميركية تمتد الى عدم حصر التحليل النفسي في مجال الأريكة والعيادة السريرية، وأصبح للتحليل النفسي مذاهب، كما لو أننا نتحدث عن نظريات ومذاهب سياسية أو دينية، وأبرزها مع فرويد تيار يونغ وادلر، حيث عبّر د. أحمد النابلسي باقتراح أن ننطلق من التسليم بواقع تراجع الأريكة التحليلية في جميع أنحاء العالم، على أن يكون التدريب على الاختبارات الإسقاطية، واذا كانت حياة مؤسسي مدارس التحليل النفسي تتماهى مع أفكار العقلانية وعصر ما بعد التنوير، حيث برزت جهود المحلل النفساني، رغم عدم تمتعه بالتخصص كالطب، ومثال ذلك هانز ساكس هجر القانون، وأصبح عالم فرويد مركز حياته، وكذلك ايريش فروم، وهم اعضاء في اللجنة السرية، ومن مؤسسي مجلة ايماغو!
أما الشق الآخر، الذي ارتبط بفرويد ومباحثه، فهو التقرير الذي نشره فرويد عن حالة «دورا»، وكان سببا لجملة من المآخذ التي انهالت عليه أنه خان سر المهنة، ونشر على الملأ تفاصيل الحياة الخاصة والحميمة لمريضة كانت وضعت ثقتها فيه، يصف فيها حالة «الإحباط الواقعي»، أي مختلف فواجع الحياة التي تفرض القطاعة عن الحب، وتتسبب في الشقاء والبؤس والشقاق العائلي والزواج غير الموفق، ناهيك عن الظروف الاجتماعية وصرامة المطالب الأخلاقية، ومتى صار التحويل بين المريضة والطبيب خالجتها مشاعر إزاء عاطفة حبية وودية، وتغلبنا على هذا العصاب الاصطناعي الجديد، معناه القضاء على المرض، فالشخص الذي صار سويا وانعتق من تأثير الميول المكبوتة في علاقاته مع الطبيب سيبقى كذلك في حياته العادية، بعد أن يختفي منها الطبيب سماه فرويد بـ«حب التحويل»..؟!
أخيراً لنقترب أكثر، في لقاء مع استشاري الطب النفسي ومدير مركز الكويت للصحة النفسية د. عادل الزايد، أوضح أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المراجعين والمصابين بالأمراض النفسية، لافتا الى أن تصريح وكيل وزارة الصحة د. خالد السهلاوي جاء في إطار حملة «تقبل» الخاصة بالتوعية النفسية، والمقصود ان %30 من أفراد المجتمع يعانون من أعراض الأمراض النفسية، وهي نسبة عالمية، ولذلك نعتقد مهما قرأنا في مجالات الحياة، فإنه علينا الاستماع لرأي المتخصص، ولنضرب مثالين: الاول عيادات لأطباء نفسانيين وعيادات لأخصائيي علم النفس، والجميع يقول في لقاءاته انه يمارس العلاج، ولعل التنويم المغناطيسي كان يجسد الإيحاء الذي ختمه فرويد بالأعصبة التحويلية او «حب التحويل» كتقنية!
المثال الثاني هو موقف انفعالي لحزب «الأريكة» في المجتمع الكويتي، يعاني من الهمود سياسيا وقانونيا وثقافيا واجتماعيا، وفجأة يصحو على أمل تدخله فيما لا يعنيه.. وشكراً!
تعليقات