الخطر البيئي الذي يقلق العالم نحن بعيدون عنه.. يكتب محمد العبدالجادر
زاوية الكتابكتب ديسمبر 6, 2015, 11:28 م 648 مشاهدات 0
القبس
مؤتمر المناخ العالمي.. ونحن!
محمد عبدالله العبدالجادر
مؤتمر المناخ الذي يعقد في باريس هو الشغل الشاغل للعالم، فمما لا شك فيه أن تغيرات المناخ الكوني وزيادة انبعاث الغازات الضارة والتلوث الضوضائي والأمطار الحمضية وزيادة منسوب المياه التي تنبئ بغرق السواحل،كل هذا يتزامن مع زيادة سكانية حادة واستهلاك مواد تعتمد على البيئة الطبيعية كالغابات والبحار وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، لعل هذا الخطر الداهم يوازي الحروب التي تدمر اليابس والأخضر وعانت منه منطقتنا الويلات والمتغيرات.
مشاركة الكويت هي مشاركة رمزية أكثر منها مساهمة في حل المشكلة الكونية، فلا نزال نعتمد على حرق النفط، ولا نزال نعاني آثار الحروب التي شنت على المنطقة، وكان الدمار البيئي سببا لعودة الطوز لفترات طويلة، وكذلك انعدام الرقابة على البيئة البحرية، مما أدى الى تناقص المخزون السمكي، كما ونوعا، وكذلك تغير البيئة البرية والتصحر مع بعض المحاولات، كوضع محميات طبيعية ووضع بعض الاشتراطات التي - للأسف - بعضها حبر على ورق، خاصة في المشاريع الكبرى كالاسكان والمشاريع النفطية والموانئ.
أزمة المناخ العالمي تعكس أزمة فكر بيئي وتعكس مناخ الأزمات الفكرية لدينا، الأزمات الفكرية تجاه البيئة، فالتعامل مع البيئة بدائي وتعامل لا ينبئ عن شعور بخطورة التعامل مع البيئة التي نتنفسها ونشرب من مائها ونعيش عليه، وإذا استمرت الحال فان الحياة قد تصبح صعبة أو شبه مستحيلة في منطقتنا، الخطر البيئي الذي يقلق العالم نحن بعيدون عنه، وكأن ما يحدث في عالم آخر، أو في كون آخر، نظرة ثاقبة نجد أن درجات الحرارة غير مسبوقة منذ 130عاما، وهنالك أزمة مياه قادمة للمنطقة، وهنالك تهديدات بوجود مفاعلات نووية على الخليج، وهنالك دمار بيئي مع الحروب التي توالت على المنطقة.. شكرا للعالم الذي تهمه بيئتنا أكثر مما تهمنا، ومع ذلك ننتظر من العالم بارقة أمل. فالقضية ليست محلية!
تعليقات