فهم أنجلينا جولي الصحيح للإسلام باعتقاد علي البغلي يفوق كثير من أهل اللحى غير الغانمة

القبس

جرة قلم  -  أنجلينا جولي.. والفهم الصحيح للإسلام

علي أحمد البغلي

 

من منا لا يعرف نجمة هوليوود الشهيرة انجلينا جولي، التي مثلت عشرات الأفلام العاطفية والاجتماعية وأفلام الأكشن، وأجادت تمثيلها مثلما لم يجدها أحد من قبل.. وزواجها من فتى هوليوود المدلل (براد بيت)، وتبنيها لأكثر من 5 أطفال من مختلف الملل والنحل والأصول.. وشجاعتها اللامتناهية، وهي رمز الجمال الهوليوودي الأنثوي، باستئصالها لثدييها ورحمها، لأنها علمت أنها معرضة لمرض السرطان الخبيث التي لاقت والدتها حتفها بسببه.
ما يعنينا هنا الوجه الإنساني لهذه الانسانة الرائعة.. فقد تركت هوليوود وبريقها وسحرها، وشدّت الرحال لأكثر من مرة إلى معسكرات اللاجئين، خصوصاً المتأثرين بالحرب الأهلية في سوريا، رأيناها في الأردن وسوريا وتركيا ولبنان، ليس في فنادق 5 النجوم الفخمة، بل في المعسكرات البائسة للاجئين ضحايا تلك الحرب العربية - الإسلامية الحمقاء وغير المبررة؟!
****
أنجلينا جولي روت قصة عن احدى العائلات المسيحية التي عبرت حاجزاً داعشياً، فأوقفها جلاوزة الحاجز من ذوي الذقون الشعثاء الطويلة والعقول المنكمشة سائلاً رب العائلة: هل أنتم مسلمون؟ فأجاب الرجل: نعم.. فقال له الداعشي ناقص العقل: «إذا كنت مسلماً، اقرأ آية من القرآن».. حينها قرأ الرجل آية من الإنجيل، لأنه لا يحفظ أي شيء من القرآن، وللمفاجأة تركه الداعشي يمر!
زوجة المسيحي، المرتجفة هلعاً من كشف كذبة زوجها والخائفة على أولادها وعائلتها من القتل والسبي وتنكيل داعش بالبشر ، وهو الأمر الذي لا يجيدون -أي المنتمين لداعش- غيره، سألت الزوج: كيف تجرأت وكذبت عليهم؟ ولماذا ادعيت أن ما قرأته من الإنجيل هو من القرآن؟ فرد الزوج عليها: لو عرفوا معنى القرآن الكريم لما قتلوا الناس، بدون تفرقة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم. جولي اختتمت القصة بقولها «داعش ليس الإسلام.. لأن الإرهاب لا دين له».. انتهى.
وما نطقت به جولي هو عين الحق، فالإسلام مرتبط بالرحمة والتواد، فأول عبارة وكل سورة بالقرآن الكريم ربط الخالق فيها اسمه «بالرحمن الرحيم».. فكيف يكون المخلوق ملماً وعارفاً ومستوعباً للقرآن الكريم، إذا كانت تصرفاته هي عكس ذلك تماماً، وذلك لاتسامها بالقسوة اللامتناهية والقتل جزافاً والإفساد في الأرض!
لله درك يا انجلينا جولي.. فقولك وقصتك شخّصت المعضلة التي يعانيها كثير من المسلمين اسماً لا فعلاً.. ففهمك الصحيح للإسلام يفوق فهم كثير من أهل اللحى غير الغانمة، والجلابيب القصيرة والعقول الفارغة.. فشكرا لك ولإنسانيتك وكثر الله من أمثالك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.