وزارة الإعلام مصابة بفوبيا استجوابات مجلس الأمة.. كما يرى عبدالهادي الصالح

الأنباء

م 36  -  عرض للكتب الممنوعة

د. عبدالهادي الصالح

تتهم وزارة الإعلام بأنها بالغت في الرقابة على الكتب لدرجة الغلو، لأنها مصابة بفوبيا استجوابات مجلس الأمة!

ويتجدد سنويا (بل وفي كل مناسبة) التذمر والتحلطم من الكتاب ودور النشر الممنوعة كتبهم من التوزيع أو العرض داخل معرض الكتاب، ويؤكدون حرية الرأي، وانهم بريئون من تهم الإخلال بقيم المجتمع.

وتدافع الوزارة بلسان الجهة المعنية بالرقابة بأنها تقوم بواجبها في حماية المجتمع الكويتي مما يثير النوازع الدينية، أو يمس أنظمة الدول الشقيقة، أو التي تدعو إلى الإباحية.. الخ.

وهو جدل يمس السمعة الثقافية والإنسانية للبلاد، وحق الإنسان عن التعبير عن آرائه ومعتقداته، في مجتمع راق عرف عنه انه بلد الحريات والديمقراطية. وفي زمن أصبح العالم في حجم الهاتف المحمول!

ودرءا لكل ذلك أقترح تنظيم معرض مصغر (ملحقا بالمعرض الكبير) لهذه الكتب الممنوعة، وهي غير قابلة للبيع أو التداول، فقط تعرض من وراء زجاج غير قابل للكسر، مع وضع ورقة بجانبه توضح رسميا وجه الاعتراض على الكتاب، مع السماح للمؤلف بتواجده ليدافع عن كتابه.

أعتقد بذلك خلقنا جوا ديموقراطيا، يتيح مجالا للحوار الثقافي الحر بين رواد المعرض والمؤلف، الذي عليه أن يتحمل الاستنكار مثلما قد يلاقي الاستحسان، والتعاطف معه، كما هي فرصة كذلك للجهة الرقابية لقياس واقعي لردود فعل الجمهور، ومدى قناعته وتقبله لمستويات رقابة الكتب، ومصداقية لتطبيق القانون.

وفي ذلك شيء من امتصاص النقمة وتهدئة لخواطر هؤلاء المؤلفين، وهو يمثل مزيدا من التفاعل والحيوية لمعرض الكتاب. ولعلها أفضل من المحاضرات والندوات المصاحبة، والتي تفتقر لتفاعل الجمهور.