الصداقة الحقة قيمة إنسانية تكاد تنعدم في زماننا.. هكذا يعتقد ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 20, 2015, 11:44 م 1384 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية - الصداقة المفقودة
ناصر المطيري
وكم من صديق وُدُّه بلسانه
خؤون الغيب لا يتنــدّم
يُضاحكني كُرها كيْما أوُدُّه
وتتبعني إذا غبت منه أسهُم
(ابراهيم بن محمد)
من السهل علينا في هذا الزمن أن نتحدث عن معارفنا ومن تربطنا بهم علاقات اجتماعية وتعارف سواء في العمل أو في الحي أو في الديوانيات أو معارف الصدف ومعارف السفر والمناسبات العامة، ولكن الصعوبة الحقيقية عندما نحاول أن نستخلص من بين عشرات أو مئات المعارف بضعة أصدقاء وأحيانا نفشل في العثور على صديق واحد تنطبق عليه معاني الصداقة الحقة.
إذن ليس كل المعارف أصدقاء وكما يقول أحد علماء الاجتماع: إذا ظفرت في حياتك بصديق واحد صادق ومخلص فأنت ذكي، وإذا ظفرت بصديقين فأنت عبقري قد خرقت العادة، وأما ما يسميه الناس أصدقاء فإنهم معارف فقط.
الصداقة التي نعنيها قيمة انسانية تكاد تنعدم في زماننا الذي طغت فيه المادة على القيم والشيم ومعاني الوفاء والإيثار والإخلاص، فصارت علاقاتنا مؤطرة بحدود المصالح ومحاطة بزخرف زائف من المجاملات والتملق والنفاق الاجتماعي الذي يصل إلى حد الكذب دون حياء.
من الكلمات الذهبية ما قالها ابن الجوزي بالأصدقاء، فيقول: «رأيت نفسي تأنس بخلطاء تسمّيهم أصدقاء، فبحثت بالتّجارب عنهم، فإذا أكثرهم حسّاد على النعم،وأعداء لا يسترون زلّة،ولا يعرفون لجليس حقّا.
ويردف قوله:: «كان لنا أصدقاء أعتدّ بهم فرأيت منهم من الجفاء، وترك شروط الصّداقة والأخوة عجائب، فأخذت أعتب، ثم انتبهت لنفسي فقلت، وما ينفع العتاب فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصّفاء، فهممت بمقاطعتهم، ثمّ تفكرت فرأيت الناس بين معارف وأصدقاء في الظّاهر وإخوة مباطنين، فقلت: لا تصلح مقاطعتهم، إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظّاهرة، فإن لم يحلوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف، وعاملتهم معاملة المعارف، ومن الغلط أن تعاتبهم.
تعليقات