مجتمع البلطجة قابل للتحول إلى بيئة حاضنة للعنف!.. بقلم خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 383 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  'البلطجة'.. من شب على شيء شاب عليه

د. خالد عايد الجنفاوي

 

هناك استعدادية فطرية, أو مكتسبة, لدى بعض الأفراد لاستعمال البطش والقسوة والعنف ضد الآخرين, أو ضد مجتمعهم بعامة, ويرجع بعض أسبابها الرئيسية إلى نشأتهم الأسرية أو إلى غلبة طبعهم الصلف على تطبعهم.
من تعود منذ صغره على قبول سلوكيات وتصرفات العنف اللفظي والجسدي والمعنوي كأساليبه الوحيدة للتعامل مع العالم الخارجي, لابد أن ينشأ لاحقاً على العنف والقسوة ويتلذذها, فمن تعود على مشاهدة البطش وكثير من مظاهر القسوة في حياته اليومية أثناء نشأته, سيتلذذ لاحقاً بتقليدها في حياته الشخصية وفي تعامله مع أعضاء المجتمع الآخرين.
يعتقد هذا النوع من الأفراد العنيفين والفوضويين بالفطرة أو بالتطبع أن الآخر الذي يوجد في العالم الخارجي لا يفهم سوى لغة البطش والقسوة, فمن أجل إثبات مكانتهم المتخيلة سيمارس هؤلاء النفر الغطرسة والبطش والبلطجة وهي وفق أحد المصادر: “حالة من الفوضى والتخريب والخروج عن القانون”. قساة القلوب والألسن وسيئ الطباع ضحايا وجلادين في آن واحد, فالحياة الدنيا بالنسبة لهم قاسية وصعبة, وتتطلب دائماً إظهار القوة العضلية وقوة اللسان والاستمرار في البطش بالطرف الأضعف, أو هكذا يظن بعض الفوضويين المشوشين. إضافة إلى ما سبق, من تعود القسوة مع الآخر يعتقد أنه لا تؤخذ الحقوق عن طريق المفاوضات أو التفاهم العقلاني, بل ما سيحدد حاضر ومستقبل الشخص العنيف هو قدرته على ممارسة أقصى درجات القسوة والبطش, ويا جبل ما يهزك ريح!
المجتمع الذي تزيد فيه حدة القسوة والبطش والبلطجة في الحياة اليومية, لابد أن يتحول مع مرور الوقت إلى بيئة حاضنة للعنف, بكل أنواعه وأشكاله, فالبيئة الاجتماعية القاسية ستكثر فيها جرائم العنف, وستتسم بغلبة التطرف في التفكير وبالصراعات النفسية واحتقان العلاقات الاجتماعية وغلبة المماحكة والقيل والقال والقسوة اللفظية. عندما تصبح لغة القوة والبطش والقسوة هي اللهجة الدارجة بين بعض العامة, فالغلبة ستكون للأقوى وللأكثر قدرة على إظهار أكبر قدر من الأنانية والنحاسة وضيق الأفق والتضييق على الآخرين.
بعض من ينشأ في بيئة أسرية عنيفة, ربما سيتعود على ممارسة القسوة ضد من هم أضعف منه: فترى الطفل العنيف يمارس التنمر المدرسي, وسيتعامل بقسوة مع الحيوانات, وسيخرب الممتلكات العامة, وسيشتم وسيلعن أنداده, وسيقسو على من هم أقل منه في المكانة الاجتماعية. فبالنسبة للشخص العنيف والفوضوي: الدنيا تؤخذ غلاباً, وفي كل جانب من جوانب حياته الفوضوية والسلبية والعنيفة.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك