الصراع السياسي في البلاد انحدر إلى مستويات متدنية!.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2015, 12:55 ص 831 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / 'وما تخفي صدورهم أكبر'
ناصر المطيري
انحدر الصراع والتخاصم السياسي في البلاد الى مستويات متدنية بين اقطابه المتصارعين فخرج عن حدوده الأخلاقية المعهودة وتحولت وسائل الاعلام والاتصال والتواصل الاجتماعي ميداناً لهذا الصراع بشكل فضائحي يخترق الخصوصيات ويعتدي على الحقوق الشخصية لأطراف الصراع.
غياب الحكمة في ادارة الصراع او الخصومة السياسية هي السمة الواضحة في واقعنا الراهن وتحول الخلاف حول القضايا الموضوعية والتي تهم الشأن العام الى صراع شخصاني تستخدم فيه اسلحة غير اخلاقية تعتمد على الدس والتزوير والتحوير من اجل تشويه الخصم وبالتالي الابتعاد عن الخلاف الديموقراطي الى الجدل والاسفاف في الحوار وتقاذف الاتهامات بين الخصوم.
الأزمة الحقيقية في البلاد هي ازمة اخلاقية على كل المستويات وهي التي تنتج كل الأزمات الاخرى سواء كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية، الثقافة العامة السائدة في المجتمع تراجعت عن الفضائل واتجهت الى الرذائل في التعامل والاختلاف واصبح القول الفاحش والتعرض للأشخاص بالتجريح والمساس بأعراضهم سمة غالبة في لغة الصراع السياسية الدائرة بين بعض الأقطاب، وفي هذا ينطبق قول الله تعالى: «قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر».
ألفاظ نابية وكلمات شتيمة تشمئز منها النفوس ولغة تخوين جريئة نقرؤها ونسمعها كل يوم عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كلها تدور في حالة الصراع الراهنة بين الأطراف، فلم تعد الأطراف تتحلى بشرف الخصومة وبأخلاق الفرسان بل اصبح الفجور في الخصومة ظاهرة مؤذية تخدش اخلاقيات هذا الجيل الذي يتابع عبر هواتفه النقالة كل يوم صراع المقاطع والتسريبات والنصوص الفضائحية.
اذا كان هذا المستوى المنحدر لواقعنا المؤسف هو نتاج ممارسات سيئة للنخب السياسية في البلاد التي تضرب بعضها بتلك الوسائل غير الأخلاقية فما هي حال عامة الناس؟
فهل نعتب على بعض شبابنا ان تشاجروا بالآلات الحادة في السوق او تلوثت ألسنتهم بفاحش القول من السباب والقذف الشخصي؟ باختصار هي أزمة اخلاقية يمارسها الكبار ويكرسها الصغار فتصبح نهجاً وطبيعة.
تعليقات