غنيمه الفهد تتقرطم وتتحلطم، بس ما تنظل

إنني لا أنظل ولكني أتحلطم عدد القراء: 36 18/07/2007 لم يبق شيء على دخولي اليوبيل الفضي في كتابة المقالة الصحفية، وعلى الرغم من ذلك لم احظ قط بشهرة 'ابو طلال'، وعلى الرغم من فلتات صحفية، مقالية، ناقدة، بناءة، هادفة، وثائقية، تاريخية وتراثية حتى عبارة 'والله من وراء القصد' كنت اتناولها في بعض الايام في زاويتي، ومع ذلك لم اصل الى شهرة الحاج محمد، (الله بالخير) فهو السلام ومنك السلام يا شيخ الصحافة يا مخضرم. واقول ايضا انني تتلمذت في قراءتي وذبت في كتابات علي ومصطفى أمين واحسان عبدالقدوس، وامينة السعيد ولم ار وميض الشهرة الى يومنا هذا. وكنت اقول في نفسي: كم اتمنى ان اصبح مثل هذا الرجل الفذ 'وان اصل الى مواصيله'، لذا وضعت خططا كثيرة واهدافا متنوعة لأصل الى ما اصبو اليه من شهرة قدمت العديد من البرامج التلفازية والاذاعية، الثقافية منها والتاريخية، ومع ذلك لم اصل الى نجاح وشهرة الشيخ محمد (بو جاسم)، فنحن نسمي محمد بو جاسم وسليمان بوداود، وهكذا دواليك. استعرضت كل انواع مفردات اللغة العربية وتوابعها حتى أنافس شيخنا الجليل، ولم احقق هدفي مطلقا ولم اصل الى ما اصبو اليه الى يومنا هذا. ومع ذلك، حزنت حزنا شديدا على مغادرة بوطلال وزاويته الشهيرة (الله بالخير)، التي اعتبرها افطاري اليومي الشهي، بل قهوتي الساخنة اللذيذة التي ارتشفها ببطء والماء البارد اللذيذ الذي يدغدغ مشاعري، ويجعلني سعيدة فرحة مستبشرة، اضحك احيانا بصمت، وتارة اقهقه بسعادة غامرة. ولكن اجمل شيء هو المغادرة، ونحن في قمة النجاح، ونرحل ونحن في اوج الشهرة والعطاء والتفوق والنبوغ الا وهي شهرة زاوية 'الله بالخير'. وهنا طرأت علي فكرة أرجو ان يحققها لي الزمن، لماذا لا أكتب ولو ليوم واحد من عمري في هذه الزاوية 'الله بالخير' (عل وعسى) ان اصبح سيدة مرموقة يشار اليها بالبنان، وبعد ان يصبح اسمي على كل لسان سوف أقول ان هذه الزاوية ما هي الا بركة وسحر وعظمة وعطاء وسمو ورفعة، وبعدها سوف اصدح عاليا وترتفع عقيرتي بصياح البهجة واقول ملء فمي انني لا 'انظل'، ولكني اتقرطم، وما يعني التحلطم والتقرطم 'تيز تيز' 'متشابهان'، والمعنى المراد به (التذمر)، اما النظلة فهي مخيفة، لذا اقول عيني عليك باردة يا شيخ الصحافيين لقد كنت بمنزلة السعد اليومي لنا، والخبز اللذيذ الذي يخرج من فرن الصحافة اليومية.. وليطل الله في عمرك. غنيمة الفهد غنيمة الفهد