الكويت غير مهيأة لاستضافة اللاجئين السوريين!.. بنظر صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 12, 2015, 12:33 ص 616 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / للتذكير فقط
صالح الشايجي
أقدر عاليا وأثمن مسعى بعض الإخوة والأخوات لفتح الكويت أبوابها للاجئين السوريين الذين تقاذفتهم رياح الموت والحرب فقطعوا الفيافي والجبال والبحار بحثا عن ملجأ يقيهم الموت والجوع والخوف.
وتلك ولا شك مشاعر إنسانية نبيلة لا يجحدها إلا ظالم جبار أو حاسد مقيت أو متعال متغطرس لا يرى بعين الإنسان ولا يحس بقلبه.
أوجزت في هذه المقدمة رأيي كإنسان في ذلك المطلب النبيل، ولكن لي رأيي الذي لا يرفضه ولا يجحده، ولكن يضيء ما غمض وينير ما غطته العتمة، فكثيرا ما تطغى المشاعر الإنسانية والعواطف النبيلة فتجرفنا إليها متخلين عن مسؤوليتنا في فهم الأمور على حقيقتها. فالإخوة الكرام أصحاب ذلك التوجه ربما لم يغب عن بالهم أن الكويت هي أكثر دولة منحت الشعب السوري مساعدات مالية بدليل ذكرهم لذلك الأمر في ديباجة عريضتهم، ولكن غاب عن بالهم أن لكل دولة إمكانات وقدرات وتركيبة داخلية تقوم بناء عليها سياستها وتوجهاتها وتفرض عليها القيام بأدوار قادرة عليها وتمنعها من التورط في القيام بأعمال تتناقض وقدراتها وإمكاناتها، فماذا لو قامت الكويت مثلا باستضافة اللاجئين وبان العجز في إدارتها لشئون حياتهم والقيام بواجبهم بالصورة المرضية، لأنها ليس لديها كوادر مدربة وجاهزة لمثل هذه الأمور؟
في مثل هذه الحالة الافتراضية وهي واردة فعلا سيكون المردود عكسيا على الكويت وربما نال من سمعتها في العالم.
ثم ان الكويت تعيش ومنذ سنوات ظروفا سياسية استثنائية تزيدها الأيام تعقيدا، فكيف لدولة تواجه وضعا غير طبيعي وغير هادئ تكلف نفسها فوق طاقتها.
وليست الكويت هي البلاد التي يطلب منها فعل إنساني وموقعو العريضة والقائمون عليها يدركون ذلك، لأن الكويت لم تقصر في أمر إنساني قط، فالكويت حاضرة في جميع الحروب والكوارث العربية، وحتى دون كوارث تمتد يدها البيضاء لتبني مصنعا أو تشق شارعا أو تقيم جامعة أو تبني مستشفى في أصقاع الأرض العربية وغير العربية، حتى ضاقت صدور الكثيرين من الكويتيين ربما بعض موقعي العريضة منهم بما تفعله الكويت من خير خارج أراضيها مطالبين الحكومة بالالتفات الى الداخل.
لم أقل إخوتي ما لا تعرفونه، ولكن للتذكير فقط!
تعليقات