عادل الإبراهيم يقترح فتح الكويت باب الاستضافة للسوريين
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2015, 12:45 ص 735 مشاهدات 0
الأنباء
قضية ورأي / رسالة إلى أمة العرب
د. عادل إبراهيم الإبراهيم
شرف عظيم لكل من ينتسب إلى الأمة العربية الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، تلك الأمة التي تتواجد في آسيا وأفريقيا على مساحات شاسعة وبها مهبط الأديان جميعا اليهودية والمسيحية والإسلام والتي تدعو جميعا إلى التعاضد والتسامح والتكافل إذا اشتكى منه عضو تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والدعم.
نعم هذا هو تاريخ الأمة العربية، ولكن للأسف نراها في الاحداث والمصائب بعيدة كل البعد عن تلك المبادئ والقيم فنجد القتل والدمار والفساد بأيد عربية نتائجها التشريد والاضطهاد والغربة ومحاولات الفرار للنجاة بالنفس بعد فقدان الأمل بنهاية لما يدور فيها من انشقاقات وحروب أهلية ساهمت فيها العديد من الدول العربية بأموالها وتبرعات شعوبها.
ماذا عسانا ان نقدم لهؤلاء الفارين من جحيم القتل الهمجي فيها وخاصة ما يعانيه الشعب السوري الشقيق ومحاولات أبنائه اللجوء إلى خارج أوطانهم وما يعانونه من مشقة ومخاطر جمة لكي يصلوا إلى أرض ترعاهم وتؤويهم، وككويتي اكتويت بغزو غاشم من أخ وجار عربي أدى إلى تشريد أبناء وطني، فكان الوطن العربي بدءا من الخليج ومرورا بمصر وسورية سباقا في إيواء أبناء وطني وكان خير استقبال اتسم بالحفاوة والنصرة، وقد يتساءل قائل بأموالنا؟ أقول ليس المال كل شيء لقد فتحت سورية الشقيقة آنذاك أبوابها لجميع الكويتيين وحتى خدمهم للجوء اليها وسنت القوانين التي تسمح لهم بالإقامة حتى تحرير الكويت، نعم لقد أحسنت وفادتهم وحمايتهم ورحب الشعب السوري بهم، وقد كانت القيادة الكويتية أحوج ما تكون لدعم سياسي عربي جامع أدى إلى تعزيز موقفها العالمي، وسورية احدى تلك الدول عندما أشير إلى ذلك من باب الوفاء والامتنان.
من هنا فإن ما يعانيه الشعب السوري من حرب أهلية طاحنة تتقاطع فيها التدخلات الإقليمية والدولية والطائفية أدت إلى طوفان بشري من اللاجئين السوريين فكانت وجهتهم الأولى إلى الأردن الشقيق وتركيا الإسلامية حتى وصلت الاعداد بمئات الآلاف من المشردين السوريين وتداعت الكويت إيمانا بموقفها الإنساني من تقديم الدعم المال والدعوة واستضافتها لمؤتمرات عالمية لمنح مزيد الدعم المالي لمساعده اللاجئين ودعم حكومات الدول المستضيفة.
ولكن هل هذا يكفي أمام محنة هذا الشعب الأبي؟ والله لا تكفي ان كانت لدينا غيرة وخاصة بعد اغلاق الحدود الأردنية والتركية ولم يبق إلا البحر ومخاطره للهروب إلى الدول المجاورة، ، فكيف كانت الصورة هناك؟ استقبال تدمع العين عندما تشاهد المقاطع، احتجاجات شعبية ومظاهرات تدعو حكوماتهم لاستضافتهم بل وعبارات الترحيب العفوية بهم وهي البلاد الأجنبية الكافرة الملحدة! تداعى البرلمان الاوروبي للمساعدة وتوزيع اللاجئين على دوله بنظرة إنسانية مجردة، بل وتقديم الدعم المتمثل بالإسكان والراتب والمعونة الغذائية على الرغم من أصوات قليلة رافضة فيها لم تلق صدى، إلى هنا والوطن العربي الواسع صامت، يرفض استقبالهم وحتى الجامعة العربية لم يكن لها دور لبحث هذه القضية الإنسانية وكأنها للرؤساء فقط، أما الشعوب فلا.
وكم كنت حزينا وفرحا في الوقت ذاته عند استماعي لتصريحات عدة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وغيرها من الزعماء الأوروبيين الذين أصبحوا (نجاشي) هذا العصر في نصرة المظلومين والمستضعفين ورفع راية استقبال المهجرين العرب وغيرهم وأغلبهم مسلمون هربوا من واقع مرير باسم الاسلام والإسلام براء منهم، وكنت حزينا للصمت العربي تجاه قوارب الموت التي تجوب البحر المتوسط تحمل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب لعلهم يجدون ضالتهم في احدى الدول أيا كانت.
ودون اتخاذ أي موقف رسمي أو شعبي إيجابي باستضافة هؤلاء المستضعفين، بل والتمادي بتحليلات استفزازية من البعض ممن يرون أنفسهم محللين بأنه لا يمكن استضافة اللاجئين لارتفاع المعيشة ولديهم مشاكل نفسية! أي منطق هذا؟! ان الضيافة تقع على كاهل البلد المضيف شعبا وحكومة وتقديم كل ما يلزم التزاما بحقوق الإنسان.
وهنا في الكويت كجزء من الأمة العربية ونحتفل بالذكرى الأولى للتكريم الأممي لسمو الأمير كقائد للإنسانية بدوره الفعال في تخفيف المعاناة عن اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، ، ننتظر لفتة كريمة من سموه لفتح باب الاستضافة للسوريين الراغبين في القدوم إلى بلدهم الثاني على الاقل لأهالي المتواجدين في الكويت كرد جميل ووفاء لما عانيناه من ظلم جراء الغزو العراقي الغاشم منذ خمسة وعشرين عاما مضت واستضافة الشعب السوري لرعايا كويتيين، وهذا هو التاريخ يعيد نفسه ولكن بانقلاب الصورة، حيث أصبح الشعب المضيف بحاجة لمن يستضيفه ويحنو ويعطف عليه مقابل صد من الشعب المستضاف.
الأنباء
تعليقات