وليد الأحمد يحذر من نوايا إيران وعدم الركون لنظرية 'سحابة صيف'
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2007, 8:06 ص 623 مشاهدات 0
أوضاع مقلوبة!
«الحلوى» البحرينية في خطر!
كتب:وليد إبراهيم الأحمد*
ذكرتنا إيران هذه الأيام بـ «حكاية» عبدالكريم قاسم معنا في الستينات عندما
قال لنا إن الكويت جزء من العراق، كما ذكرتنا بالأيام السود لتهديدات صدام
حسين في أواخر التسعينات، حين حشد جيوشه في يوليو وأغسطس على حدودنا بقصد
غزونا بكامل عتاده وقواته ومجنزراته، ونحن نقول: «سحابة صيف»!
ذكرتنا التصريحات الإيرانية الأخيرة تجاه مملكة البحرين وما نشره حسين شريعة
مداري، وهو مستشار المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، في صحيفة «كيهان»
الإيرانية بقوله: إن البحرين جزء من أجزاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية
بهذه الأيام التعيسة!!
المظاهرات التي خرجت في البحرين وقدرت بالعشرات فقط في اليوم التالي من هذه
المطالبة بـ«إعادة الفرع للأصل» لا تكفي لتسليط الضوء على «هول» المطالبة،
ولا تسع حجم «الكارثة» السياسية التي إذا لم تواجه بالقدر نفسه من الاهتمام
الإيراني بالحلوى «الكعكة» البحرينية، فإن كرة الثلج ستتدحرج مع هذه المزاعم،
وستتناقلها وسائل الإعلام الإيرانية بشكل أكبر حتى يخرج الشارع هناك ومعه
حكومة أحمدي نجاد، لتقول لدول الخليج إن «فرع» البحرين قد تطاول في استخراج
النفط من المياه الإيرانية، وبالتالي لابد من فرض عقوبة اقتصادية وسياسية
عليها حتى تستعيد الجمهورية الإسلامية حقوقها السياسية في الأراضي البحرينية!
إذن كيف يمكن التعامل مع هذا التطور الخطير في السياسة الخارجية الإيرانية
التي وفق تصورنا لو كانت تعارض هذه المطالبة لما سمحت لصحيفة «كيهان»
المحافظة بأن يقول من خلالها من قال ان البحرين محافظة إيرانية، ولو «عدت»
خطأ لأصدرت الحكم عليها بالإيقاف والغرامة على أقل تقدير، ولكن كما يقولون
بالعامية النفس وما تهوى!
على المستوى المحلي في البحرين لابد من عدم الاكتفاء بالتنديد الفقير الذي
شارك فيه شعبيا مجموعة من التيارات الفكرية والسياسية، وهناك من غاب على
استحياء خوفا من «زعل» إيران، ولا بد من مواصلة التفاعل عبر وسائلها
الإعلامية مع المطالبة باعتذار رسمي يصدر من حكومة طهران يبدد المخاوف، ويضع
النقاط على الحروف، وإلا لابد من التلويح بسحب سفيرها فورا ومن دون تردد!
وعلى المستوى الخليجي لابد من إصدار بيان رسمي يستنكر هذه المزاعم ويطالب
بتكذيبها، وعلى المستوى العربي لا نريد أن نثقل على كاهل جامعة الدول
العربية، سوى المطالبة بتصريح صغير يصدر عن أمينها العام عمرو موسى، إذ إن
«الضرب في الميت حرام»!
كيف تريدنا طهران اليوم أن نطمئن إلى تجاربها النووية ونصدق نواياها
«السلمية»، وهي من جانب آخر تفكر في الاستيلاء على أراضي الغير. إن أبسط
أبجديات عالم السياسة تقول: إن الدولة التي تشعر بأنها تتعرض لانتقادات دولية
لاذعة من جراء سياستها النووية، عليها أن تسعى جاهدة إلى إرضاء الأطراف
المحيطة، وكسب ودهم حتى وإن كانت عن طريق المجاملة، وذلك للتقليل من الضغط
الدولي عليها وكسب الأصدقاء من أجل الوقوف في صفها، وإقناعهم بأن سباق التسلح
النووي وتخصيب اليورانيوم ما هو إلا لمصلحتهم، ومن أجل الدفاع عن قضاياهم،
وحمايتهم من الأطماع الخارجية.. ولكن ما يحدث اليوم هو العكس. إننا نبدي
تعاطفنا مع سباق التسلح النووي الذي تكيل فيه السياسة الأميركية بأكثر من
مكيالين عندما تضغط على طهران، وتتجاهل السباق «الجرثومي» الخطير الذي تقوم
به إسرائيل في الخفاء، وتستسلم لضغوطات اللوبي الصهيوني في تضخيم الأحداث
الدائرة في إيران السياسية منها والاقتصادية من أجل عزلها عن العالم بدعم
وتأييد من واشنطن والدول الأوروبية الحليفة، لكن من حقنا نحن في دول الخليج
أيضا أن نفكر في الخطر المحدق بنا، وهذه التجارب القريبة منا جدا من دون وجود
أدلة ملموسة على حسن استخدامها مستقبلا في الأغراض السلمية! كل ما أقوله
للشعب والحكومة البحرينية الحذر..الحذر فلا تقولوا إن هذه المزاعم سحابة صيف!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع.. بإذن الله نلقاكم.
*كاتب كويتي
الوسط
تعليقات