دول الخليج تتعامل مع إيران بيدين متناقضتين!.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 7, 2015, 1:05 ص 746 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الرهبة والرغبة في العلاقات الخليجية – الإيرانية!
ناصر المطيري
مفارقة غريبة ان يكون المشهدان العسكري والأمني في منطقة الخليج متعارضين مع الممارسة السياسية والدبلوماسية لجهة العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، فتبدو دول الخليج وكأنها بين رهبة ورغبة في التعامل مع الشأن الايراني.
فالواقع الراهن اليوم يشير الى ان الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة خليجية في اليمن ضد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي صالح هي حرب في حقيقتها ضد من يسميهم الخطاب الاعلامي الخليجي: «أذناب ايران»، كما ان الهدف الاستراتيجي من هذه الحرب هو وقف النفوذ الايراني المتمدد في اليمن جنوبا اضافة الى الهيمنة الايرانية على العراق شمالا..ورغم ذلك فالعلاقات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي مستمرة ومتواصلة وربما وثيقة بين بعض عواصم الخليج وطهران! لذلك هنا تبدو المفارقة وكأن المسارين العسكري والسياسي تجاه ايران يسيران في خطين متوازيين لايلتقيان ولايتقاطعان بمعنى ان دول الخليج العربية تتعامل مع ايران بيدين مختلفتين متناقضتين، يد عسكرية يخوض بها الخليجيون حرباً ضد عدو يمثل على مايبدو انه واجهة للمشروع الايراني في المنطقة، ويد اخرى تصافح ايران بعلاقات دبلوماسية طبيعية حتى وان سالت الدماء الخليجية على ارض اليمن!
ويتكرر النهج الخليجي على الجانب الأمني ايضا حيث تتهم الجهات القضائية ايران بالتورط في دعم الخلايا الارهابية في دول مجلس التعاون وآخرها الخلية الكويتية التي اعتبرها بيان النيابة العامة تخريبية يضمر عناصرها الشر لأمن الكويت مع اشارة الى الدور الايراني فيها.
والحالة نفسها في احداث وتفجيرات ارهابية في البحرين والسعودية تنكشف فيها الأصابع الايرانية ويتزايد القلق الخليجي من الجار الايراني ورغم ذلك كله تبقى العلاقات السياسية مع ايران غير متأثرة بتلك الأحداث الأمنية والعسكرية في المنطقة رغم كل الهواجس. هل يعود السبب في ذلك الى مبررات المصالح السياسية العليا؟ ام يعكس ضعفا في الجانب الخليجي؟ ام هو تباين او تعارض في الرؤى الخليجية تجاه التعامل الدبلوماسي مع ايران؟ ربما يكون احد هذه الأسباب كافيا لتفسير الموقف السياسي الخليجي مع ايران، وربما كل الأسباب السابقة مجتمعة!
تعليقات