النظام الإيراني هو يد التآمر الدولي!.. هكذا يعتقد حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 464 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  العالم يراهن على إيران في الأزمة السورية

د. حمود الحطاب

 

عفواً! إن العالم يراهن على إيران في كل أزمات العالم الإسلامي وليس في أزمة سورية وحدها فالنظام الإيراني يقفز دائما إلى إثارة المشكلات وتغذيتها في هذا العالم عموما, وهو يد التآمر الدولي والوسيط في تهيئة الأجواء والمُناخات لكل الصفقات والابتزازات الدولية الطامعة في المنطقة, وهو طفلها المدلل, لو أردنا إضفاء أحسن الأوصاف للعلاقات الإيرانية الدولية في المناطق العربية والإسلامية. وإذا كان هذا حديث الظهور والبروز في فهمنا للدور الإيراني هنا, فليس ذلك مسؤولية العالم عنا, ولكنه البلادة السياسية التي تعاني منها المنطقة الإسلامية والعربية بالعموم.
في المسألة السورية, فالنظام السوري الحاكم كان قد اهتز في الشهور الثلاثة الأولى للأزمة السورية, أيام بداية الربيع العربي, وكان النظام ذاك على وشك أن يهوي على وجهه, كما هوت من الميادين تماثيله, لكن التدخل الدولي بقيادة إيران ساهم وبشكل عظيم وكبير في إسناد الصنم كي لا يسقط لازماً مَحله. وقام النظام الإيراني الدولي بحقنه كما تحقن التماثيل الآيلة للسقوط في عمليات الترميم.
ومن أجل أن الحرب السورية والأوضاع التي آلت إليها لم تحقق الخطط التي وضعت لها في إسناد النظام السوري المنهار, فإن هذا النظام في نظر المخططين العالميين الطامعين في المنطقة قد أصبح ورقة باهتة بل أضحى ورقة غير مربحة في الرهان, وأكثر من ذاك فهو قد اصبح ورقة خاسرة للجميع.
ولعل ابرز أسباب اعتباره ورقة خاسرة للمراهنين على الفائدة في بقاء النظام السوري أنه بطول بقائه وبكل السيناريوهات التي خلقت له لم يستطع جر تركيا للحرب ومنذ شهورها الأولى; فأحد أبرز أهداف إسناد النظام السوري هو جر تركيا مبكرا للحرب بهدف تدمير التطور التركي ذي النظام الإسلامي والطموح إلى تنمية تفوق العالم, تلك التنمية التي لم يشهد العالم لها مثيلا من قبل في خططها ودقة تنفيذها والمراحل الناجحة التي قطعتها وباقتدار, هذا من جانب والجانب الآخر, في أمانة الحزب الحاكم التركي التنمية والعدالة الذي لم تعهد دول العالم أن ترى مثله في هذه المناطق الإسلامية, وهذا يعني الكثير لهم.
ولعل أبرز نقاط خسارة ورقة بقاء النظام السوري هو نجاح تركيا في اختيار الوقت المناسب للدخول إلى المعركة ما يعني تحقيق انتصارات باهرة وبأثمان زهيدة ودون خسارة تنمية ولا تطوير, خصوصاً أن التحركات العسكرية التركية ضد الإرهاب المصنوع حولها مخلصة وجادة في حربه, وليست حرب تمثيليات على الشعوب, فتركيا قد ضربت بقواتها الإرهاب في الصميم وهاجمت عصفورين انتمائيين للطامعين الدوليين وأيديهم في المنطقة, عصفور “داعش” وعصفور تنظيم “بي كاكا” الإرهابي الآخر, والتنظيمان مدعومان عالميا ومن إيران, وخسارتهما ستكون أكيدة في ظل تحرك تركيا العسكري.
من هنا ,فقد بات لزاما تغيير قواعد اللعبة الدولية وأدواتها في المنطقة الشامية, ولعل تصريح الرئيس الأميركي أوباما بأن روسيا وإيران باتتا متفهمتين لضرورة رحيل النظام السوري, يعني الكثير في ما قلنا. التوقيت لهذا التصريح لم يأت اعتباطا, وإنما جاء بعد قراءة الدور التركي ونجاحه في محاربة أدوات الاستعمار في المنطقة, ما يكشف الأيدي الخفية وراءه. إنه التزامن يا سيدي الذي يُعَدُّ كلمة السر في فتح ملفات الحقائق والكهوف المغلقة في التآمر الدولي.
إلى اللقاء

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك