الكويت في مأزق لا نعلم متى نخرج منه!.. هذا ما يراه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 544 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الكهرباء.. والمكتب العالمي!

د. تركي العازمي

 

صديق عزيز يعرف أسرار بعض ما تنشره وكالات الأخبار المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان قريباً من أصحاب القرار.. يحترم نفسه وينأى بها عن صراعات لا «محط رجل» له فيها رغم أنه عقلية جباره، لكن عيبه أنه صريح للغاية وشفافيته تسبقه... هذا رده عندما سألته عن سبب غيابه عن الساحة.

التقيته صدفة وأنا في شارع العرب بسنغافورة فجلس معي... وأخذنا نتصفح أخبار يوم السبت الأول من أغسطس الجاري، ومن ضمن الأخبار عنوان مقال اليوم.

سألته: هل من حل قريب، ينهض بمنشآتنا، ونرى في الكويت ما نراه في سنغافورة، أو على الأقل الدول المجاورة لنا مطبقا؟

ابتسم وقال... هل سمعت بالقول الدارج «مزمار الحي لا يُطرب»؟

طبعا أعلم ماذا يقصد والمسألة ليست محصورة في انقطاع الكهرباء عن مناطق كثيرة على مستوى البلاد، ولا في الاستعانة بمكتب هندسي عالمي للبحث في أسباب انقطاع الكهرباء وإن كانت قيمة العقد لا تذكر٬ إنها أبعد من ذلك.

إنه «الحسد» وأحيانا «الجشع» الذي يسري في دم الإنسان....!

التنمية تقع ها هنا... وأشرت إلى العقل والقلب فعندما يكون العقل محركاً لقراراتنا ويسنده القلب خوفاً على مصالح البلد والعباد حينئذ نستطيع القول بأن التنمية آتية إن شاء الله.

لا يستوي صلاح بوجود فساد في القلوب وغياب الاحتكام للعقل في قراءة ما بين السطور.

ولن تستوي الحال وفق الأيديولوجية التي نعمل بها، وهذا لا يعني أنني وصاحبي قد رسمنا حالة تشاؤم عند قراءتنا لما بين السطور وعند متابعتنا للأخبار... إنه الواقع الذي رسم حالة الذهول ونحن في دولة٬ أعني سنغافورة٬ عدد سكانها يفوق تعداد الكويت لكن شتان بين مستوى الخدمات فيها ومستواها في الكويت.

لنا الحق دستورياً واجتماعياً في الغوص في أبجديات أنفس أحبتنا التي باتت المادة والمصالح هي المحرك ولا يوجد رابط قوي بين التنمية المستدامة المنشودة وبين واقع الأفعال.

قد نقوم بدراسة نظريات كثيرة، وحينما نحاول إسقاطها على واقعنا نشعر بأن كل ما كتب صالحاً فقط للقراءة أما التطبيق فلا مجال له.

ولو عدنا لقضية انقطاع الكهرباء فالأسباب معلومة... بين «شح» في الكهرباء وتجاوزات الاستهلاك الفعلي للطاقة والسعة المتاحة وبطء في إنتاج المزيد من الكهرباء ليتماشى مع الحاجة الفعلية للبلاد.

وزد على ذلك أننا لم ننمِ الكوادر الفنية الوطنية، وبقي الاعتماد على المقاول مستمراً، إضافة إلى درجة الحرارة المرتفعة التي يواكبها استهلاك يفوق المعدل، والدليل كثرة عدد مركبات المحولات التي تقف عند كثير من محولات الكهرباء.

الشاهد في الأمر أننا في مأزق لا نعلم متى نخرج منه، ونتمنى من المولى عز شأنه أن يهبنا القدرة على نبذ حالة الحسد و«الجشع» وأن تأخذ الكوادر البشرية الوطنية فرصتها في رسم الخطط الإصلاحية بعيداً عن العاطفة وتأثير تضارب المصالح.... والله المستعان !

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك