الغزو العراقي تسبب في بروز قوة إيران في المنطقة!.. بنظر ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 402 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  زلزال الغزو وتوابعه المستمرة

ناصر المطيري

 

ربع قرن مضى على ذكرى احتلال القوات العراقية لدولة الكويت، وكان يوم الثاني من اغسطس 1990 يوماً مفصلياً غيّر التاريخ وقلب الأحداث في المنطقة والعالم، كانت كارثة الغزو العراقي للكويت بدايةً للتحول في موازين القوى في العالم وتحول في التحالفات العالمية وبروز قوى وانهيار قوى اخرى، وجه العالم تغير ولايزال في تفاعلات التغيير مستمرة منذ 1990 حتى اليوم.
اللعنة الكبرى لجريمة الغزو لحقت بالعراق الذي تحول الى مستنقع للعنف والدم.
عراق اليوم تمزقه الطائفية وتقطع اوصاله الجغرافية، وتمتد نيران هذا الجحيم المذهبي من العراق الى المنطقة ودول الجوار، منذ ان غزت قوات العراق الكويت قبل خمسة وعشرين عاماً والمنطقة تشهد تدخلات دولية مما يسبب حالة من التوجس والمخاطر الأمنية المحدقة.
الغزو العراقي تسبب في بروز قوة ايران في المنطقة حيث باتت تمثل اكبر التحديات الأمنية على دول الخليج، وكل ما يجري من احداث سياسية وأمنية في المنطقة اليوم لو بحثنا في ابعادها وأسبابها نجد ان حدث الغزو العراقي سبب مباشر اوغير مباشر لأنه الحدث الذي غير المشهد العربي والدولي وهو الزلزال الكبير الذي لانزال نشعر بتوابعه الزلزالية حتى اليوم.
قضية فلسطين التي كانت قضية العرب الأولى قبل الغزو العراقي للكويت تراجعت حيث تقدمت عليها المطالب الذاتية والمحلية وغطت عليها الصراعات الداخلية للعرب وشغلتنا عنها المعارك المذهبية فتضاءلت القضية الفلسطينية وبقيت مجرد شعار قديم وعبارة جوفاء في بيانات عربية معلبة مكررة بلا مضمون حقيقي.
الأحداث في الشرق الأوسط منذ الغزو العراقي وهي في تفاعل تموج بالحروب والثورات وتتجه لرسم خارطة جديدة اطلقت عليها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس: «خارطة الدم» منذ 2008 وبالفعل ها هو الدم العربي يراق على جوانب الحدود العربية وينتشر الهرج والمرج والتقتيل، ويقترب عدد من البلدان العربية من التقسيم، وتتفتت القوى العربية لصالح امن اسرائيل.
الغزو العراقي كان سبباً رئيسا في انهيار منظومة الأمن العربي، وفشل العرب في اول اختبار لهم لذلك وجدت الدول الغربية الفراغ في الساحة العربية مما مكنها من ملئه.
احداث سياسية وأمنية عديدة نعيشها اليوم تعود بشكل او بآخر في اصلها الى حادثة احتلال العراق للكويت عام 1990 ولاتزال الأحداث تتوالى ولعنة العزو العراقي ترتد على العراق فيكتوي بنيرانها حيث اصبحت بغداد تحت سيطرة ونفوذ ايران.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك