يومنا هذا ليس كأمسنا في الأمن!.. بنظر محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 350 مشاهدات 0


القبس

اقتراب الفتن..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

يومنا هذا ليس كأمسنا في الأمن، واستمراره قبل سنة أو سنتين أو خمس.. فكل يوم تتبدل فيه الأنفس وطبائع البشر، فالشر عند أكثرهم مقدم على الخير والتواد وقبول الآخر.. انتشر بينهم صراع الأفكار والمذاهب والعقائد، وكل بما عنده يحاول إسقاط الآخر، وهناك من المتربصين من يغذي مثل هذه الصراعات بغية إشعال فتيل الفتنة النائمة أو التي في بدايتها حتى لا يبقى هادئا هانئا مستقرا وهذا ما عنيته بداية كلامي.
قد تصلح الأنظمة ظواهر الناس، ولكنها لا تستطيع أن تطوع بواطنهم، أو قد تميل فئة من الناس معك في الظاهر ولكنك لا تستطيع أن تميلها معك في الباطن، وهذا في الحقيقة ما يتصارع عليه البشر وهو حرب البواطن الصعبة أو القاتلة.
في المجلس الواحد يجتمع أكثر من شخص، في رأس كل واحد منهم فكر أو رأي انحياز لعمرو أو زيد.. ولا تعلم عنه إلا حينما تسمع أنه قام بفعل ما صار حديث الناس، أو كان ضمن مجموعة ما كانت في حسبانك أو مخيلتك. هكذا اليوم البشر ـ إلا من رحم ـ لا تستطيع أن تضبط حالهم لأن المتغيرات كثيرة والضخ الإعلامي الممنهج عليهم كبير وكثير، وقلّ منهم من ينجو من هذا الضخ المتنوع سواء من السراق الذين يتحايلون على البشر في كل دولة ومكان بغية استنزاف أموالهم وسرقتها عن طريق الدخول في حساباتهم، أو الإغراءات في جر رجلهم للوقوع في شباكهم، أو هو دعوة الشباب الغر (بنين وبنات) للانخراط في الحركات الإرهابية أو الجهادية التي أغلب راياتها عمياء لا تعرف لها رأسا ولا ذيلا، يدعون إلى قذرهم بصور شتى متنوعة ومتلونة في أجهزة التواصل الاجتماعي، ويركزون على الشباب الذين أصبح الفراغ شغلهم الشاغل، لا يعرفون كيف يقضونه أو يحرقونه، وفي هذا الخضم الرهيب يندس فيهم المتمكن في الفكر والتخطيط، أو الموجه من جماعة تكفيرية أو إرهابية فيكون هؤلاء الشباب لقمته السائغة أو كبش الفداء الذي يضحون به.
لا توجد، لدى الدولة، في ما أرى، ليس من اليوم بل منذ زمن، خطط أو برامج تثقيفية هادفة أو تحذيرية لحفظ هؤلاء الشباب من كل ما ذكرت، كأن تنزل إلى الشارع وتلتقي بهم في مجالسهم وتتبسط معهم وتعيش حياتهم اليومية وتدخل في أعماقهم، وتتعرف عن قرب على مطالبهم وأحلامهم وآمالهم، هذه الخطة الصحيحة قد جربناها في مواضع شتى في الحقب الماضية وقد نجحت ـ بفضل الله ـ وحفظ فيها الشباب من مزالق ومهاو كثيرة آنذاك.
إذا أردتم حفظ هذا الجيل انزلوا إليهم، واتركوا اللجان التي ثبت إخفاقها في كثير من وزارات الدولة، وضعوا في بالكم أن الشاب لن يأتيكم في أماكنكم أو ينزل إليكم أو يصعد فما في رأسه غير. .. والله المستعان.
• الصلاة:
«الصلاة هي إقرار المخلوق بضعفه وأنه لا يملك من أمره ضراً ولا نفعاً، فهو يستعين بالخالق ليسدد خطاه في الطريق القويم وينقذه من الآفات والمهالك». (إيليا أبو ماضي).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك