الزور والغش لا يغنيان المرء شيئاُ!.. بنظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 342 مشاهدات 0


القبس

أيها المزور.. ماذا تفعل بصيامك؟!

وليد عبدالله الغانم

 

آفة التزوير تفشت عند بعض الناس في حياتهم اليومية، اولئك النفر لا يحللون ولا يحرمون الا ما وافق هواهم، فنونهم في التزوير والغش لا حدود لها، منهم من يزور في دراسته فيشتري شهادته ومنهم من يزور في وظيفته ليحصل على راتب دعم العمالة، ومنهم من يزور في صحته ليسافر للعلاج بالخارج، ومنهم من يزور في دوامه وحضوره وانصرافه، وهكذا قصص لا تنتهي من انواع الغش والتزوير التي بات بعض الناس يمارسها يومياً في حياته رغبة في جمع المال أو للتهرب من مسؤولياته أو تقليداً للآخرين.
يتساءل الواحد فينا وهو يرى هذه النوعيات الداثرة في المجتمع ويسمع قصصها واحوالها وتفننها في التلاعب والاحتيال كيف يصومون ويصلون مع الناس؟ كيف يشعرون بفضيلة الامتناع عن المحرمات الحسية في رمضان وهم يتلذذون بالمحرمات المعنوية؟ كيف يتجنبون المفطرات العلنية أمام الخلق ويتجرأون على المفسدات الخفية أمام الخالق سبحانه؟.. عن أي شيء يصومون ان لم ينههم صيامهم عن اكل الحرام وشهادة الزور وخيانة الأمانة؟
الا يتفكر هؤلاء ومن على شاكلتهم في هذا الشهر الفضيل ان الزور والغش لا يغنيان المرء شيئا؟ لقد قال النبي الكريم: «من لم يترك قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه». فما اجمل ان يحصل الانسان على ماله بعرق جبينه، وبما يستحقه بالحلال، فبهذا تكون البركة والعافية، واما ما نحصل عليه بالتدليس والبهتان فلا خير فيه في حياتنا وبعد مماتنا، فاذا كان الصوم في رمضان فرصة لتربية نفس المسلم واصلاحها، فليراجع هؤلاء اعمالهم ولينظروا في افعالهم ليتنزهوا عن قول الزور والعمل به فتحل عليهم البركة الحقيقية في الدنيا والآخرة.. ندعو الله سبحانه لنا ولهم أن يبصرنا بالحق ويهدينا إليه وان يجنبنا شهادة الزور والغش في الصوم والفطر.. والله الموفق.

إضاءة تاريخية: 17 مارس 1991 صام اهل الكويت بعد تحرير البلاد من الغزو العراقي الغادر تحت الظلام وشح المياه وانقطاع الكهرباء وقلة المواد الغذائية وادخنة حرائق النفط، وتفرق الاسر والعوائل خارج الديرة ومعاناة اخبار المفقودين والاسرى والمعتقلين، لكن فرحة التحرير وعودة الشرعية جعلتا عيد الكويت عيدين.. ولله الحمد والمنة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك