الكويت رائدة في الديموقراطيات!.. بنظر حسن كرم
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2015, 12:40 ص 342 مشاهدات 0
الوطن
ماذا قال أوباما؟
حسن علي كرم
حسب ما صرح به الرئيس اﻻمريكي (الشاب اﻷسمر) باراك أوباما بعد اعلان لوزان في شأن اﻹطار العام لاتفاق الدول 5+1 مع أيران حول مفاعلاتها النووية أنه سيلتقي صيف هذا العام في منتجع كامب ديفيد قيادات دول الخليج العربية «لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول بشأن ااتفاق مع ايران..» موضحا انه “ ربما هذا يخفف بعض مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع اﻹيرانيين..“ غير أن لقاءه مع الكاتب الصحافي في جريدة نيويورك تايمز اﻷمريكية توماس فريدمان قد تجاوز ما سمي بالخطر النووي اﻹيراني الى اﻷوضاع الداخلية في البلدان الخليجية في شأن متطلبات الشباب والبطالة والديمقراطية و الحريات...الخ، وللعلم هذه المرة الثانية خلال بضعة شهور التي يحث فيها أوباما البلدان الخليجية على التقارب مع إيران ﻻ خلق عداوات!!.
هنا في الخليج لم نسمع أي تعليق رسمي صدر من أي من البلدان الستة حول مرئيات أوباما عن الوضع الداخلي والاصلاحات المطلوبة ، ولم نسمع إذا ما كان سيلبي الخليجيون (كلهم أو بعضهم) دعوة الرئيس اﻷمريكي لزيارة واشنطن وقضاء إجازة في المنتجع الرئاسي وااستماع إلى نصائح في شأن ااصلاحات المطلوبة لبلدانهم داخليا.
ما قاله أوباما لم يحمل أي كلام جديد لم يقل سابقا ، فالتقارير السنوية التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية والخاصة بحقوق اﻹنسان مليئة في العادة بالكثير من الملاحظات والمآخذ على عدم تطبيق المعايير اﻹنسانية والقانونية في شأن الديمقراطيات وحقوق اﻷنسان والمطالبات الشبابية ، والواقع أن هذه المعايير المطلوبة غربيا ليست بالضرورة تنطبق والمنسجمات الخليجية التي ما زالت تتفق مع ثقافة الصحراء والحكم العائلي، ورغم أني لم أجد في أقوال أوباما ما يثير الغضب او السخط فما قاله او قيل عبر اﻷبواب المغلقة أو في العلن ووسائط النشر والمنتديات والتقارير الحكومية أيضا، فالبطالة والأسكان والحريات قضايا يومية بل لعلها معاناة يومية، ربما الجديد هو ان يتحدث فيها رئيس اكبر وأقوى دولة في العالم الذي يعتبر بلاده الصديق و الحليف للخليج!!.
الذين أظهروا غضبهم على أوباما واتهموه بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلداننا ﻻشك يعانون من حاﻻت العزلة وﻻ يرون أن العالم من حولهم قد تغير، فما كان تدخلا في الشأن الداخلي قبل سنوات اصبح مباحا اليوم، وليس على لسان رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم وحسب بل على منابر الهيئات العالمية، بل وتفرض عقوبات قانونية دولية على البلدان التي تمارس اﻻضطهاد والحروب على مواطنيها كما الشأن في سورية.
إن العالم أمام نظام دولي جديد لعل أهم مرتكزات هذا النظام هو حقوق اانسان والحريات والخليج ليس استثناء، وإن الكويت التي تتمتع بدستور تقدمي وبنطام شبه ديموقراطي وبحريات وإن كانت آخذة بالتقلص في اﻵونة ألأخيرة، لكن تظل الكويت رائدة في الديموقراطيات، ولعل حاجتنا هي حكومة إصلاحية تهتم بالتنمية قبل السياسة ومراضاة اعضاء مجلس اﻷمة!
تعليقات