لماذا لا تعود إيران سيرتها الأولى؟!.. سؤال يطرحه صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2015, 12:32 ص 570 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / 'خوش آمديد'
صالح الشايجي
لم تكن الشرطة الإيرانية زمن الشاه توزع الورود على المارة والمشاة في شوارع ايران، ولم تكن ترش عتبات البيوت بماء الزهر كل مساء، ولكن كان هناك «السافاك» جهاز الاستخبارات القمعي ذو القبضة الحديدية والسيوف المرهفة الصقيلة والأقبية السوداء التي ترسل أنين المقموعين فيها لا يرون فيها شمسا ولا ظلا!
نعم كذلك كان الحال أيام الحكم الشاهنشاني لإيران، أو نصدق أنه كان كذلك حسب ما وصلنا من أخباره التي راجت بعد قيام الثورة عام 1979 ولست بذلك أجادل بصحة تلك الأخبار أو علتها، ولكن للثورات زللها وشططها وضحاياها أيضا، وكان أول ضحاياها رئيس جمهوريتها الأولى الحسن بني صدر الذي فر من البلاد تحت جنح الظلام في رحلة محفوفة بالمخاطر.
لست في صدد التفصيل بما حدث وصار وجرى في ايران الثورة، ولكني سأعمد الى العودة الى ما بدأت به وهو زمن الشاه الذي رغم مساوئه التي يحددها الإيرانيون لا غيرهم، فقد كان نظاما شأنه شأن أنظمة كثيرة في العالم، فجاره العراقي لم يكن أقل منه في القمع والجور إن لم يكن أسوأ وأدمى وأظلم، ولكن ايران أيام الشاه كانت مستقرة هادئة هانئة شيئا ما.
قام الشاه أيام حكمه بتقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة وتوزيعها على الفلاحين واستفاد من ذلك الأمر أربعة ملايين فلاح إيراني وانعكس بالايجاب على الاقتصاد الإيراني الذي انتعش وصار المواطن الإيراني يعيش في بحبوحة نوعا ما ولم يكن شبح الجوع يهدده.
كان السياح من مختلف أمم الأرض يقصدون ايران لما فيها من مقاصدهم السياحية، جو طيب، جبال مكللة رؤوسها بالثلوج، وخضرة تكسو الأرض على امتداد البصر السياحي، ونظافة في المأكل والشارع والملبس، وجمال تتنعم فيه العيون وتختزنه كزاد لها، وآثار وتاريخ يتكلم.
كانت ايران تتعامل مع العالم بقوتها الناعمة وبانسانها المتحضر، فن وموسيقى وسينما و«جوجوش»، وبصناعاتها التقليدية وبأطعمتها المميزة.
وفي المقابل كان الإيرانيون يؤمون أصقاع الأرض كلها شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وكانت الدول تفتح لهم أبوابها وتقول لهم «خوش آمديد».
فلماذا لا تعود ايران سيرتها الأولى بلدا حضاريا متمدنا عصريا، تصادق الناس ولا تعادي الدول ولا تشعل النيران في البلاد المستقرة؟!
لا أحد يريد ايران عدوة، والكل يرحب بايران صديقة تمد يد السلام وتعبئ الفضاء بحمامات بيضاء تهدل بأناشيد السلام لها وللعالم.
تعليقات