حرية الرأي المسؤولة ترتكز على الحقائق وليس الادعاءات!.. خالد الجنفاوي مؤكداً
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2015, 12:58 ص 1541 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / حرية الرأي والتعبير وأمانة الكلمة
د. خالد عايد الجنفاوي
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا “(الأحزاب 70).
تحدد حرية الرأي والتعبير المسؤولة طبيعة القوانين المحلية, وما هو متعارف عليه في كل مجتمع حول أساليب تبادل الآراء تجاه القضايا المختلفة وتنافس المشاركين في هذه الحرية للوصول إلى الحقيقة وإيجاد حلول عملية لمشكلاتهم العامة, لكن تتفق كل المجتمعات الديمقراطية على مركزية “أمانة الكلمة” في سياق ممارسة حرية الرأي والتعبير المسؤولة. فتوجد ضرورة في حرص من يمارس حرية التعبير في أي بيئة ديمقراطية على أمانة الكلمة, أي كشفه الخلل من دون الحاجة إلى تهويله أو شخصنته, أو فبركة حقائق مصطنعة توائم الأهواء الشخصانية.
أمانة الكلمة تشير أيضاً إلى نزاهة النقد والحرص على الدقة والتجرد من المصالح الحزبية والايديولوجية الضيقة أثناء نقد أداء أحدهم والبعد عن تشويه سمعته, فحرية الرأي والتعبير بشكل أو بآخر حرية محددة تُستعمل لنقد الأداء الفردي من دون شخصانية, والمجتمعي من دون تهويل والحكومي من دون مبالغة, ومن دون الانغماس في طرح فتنوي أو تشويه لسمعة من يؤدي العمل.
تتمثل أمانة الكلمة المشار إليها في سياق حرية الرأي والتعبير إلى سعي الفرد الحر والديمقراطي إلى عدم تجاوز حريات الناس وعدم تشويهه للحقائق لكي ينال منهم أو من سمعتهم. وتشير أمانة الكلمة كذلك إلى البعد عن تشويه سمعة المجتمع أو التأويل الكاذب ضده أو محاولة تشويش سلمه ووفاقه الوطني, ومن يحترم أمانة الكلمة حري به كذلك أن يحترم أمانة الحفاظ على الوحدة الوطنية, وأمانة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة, وألا يستعمل مساحة الحرية في مجتمعه لنشر الايديولوجية الضارة أو الأفكار المدمرة, أو كل ما يمكن أن يُشعل النعرات والتعصب والتحزب المدمر.
أنا كفرد حر وعضو في مجتمع ديمقراطي أتحمل مسؤولية صدق وأمانة ما يطلقه لساني, وما يكتبه قلمي, وذلك لأنني أدرك أن حرية الرأي والتعبير المسؤولة ترتكز على “الحقائق” وليس على الادعاءات والظنون والأوهام والتخيلات والاستنتاجات والافتراءات الشخصانية والمبالغ بها. من يقبل باختياره ممارسة حرية الرأي والتعبير الديمقراطية في مجتمعه يتحمل أيضاً أمانة ما ينطق به او يكتبه أو ينقده, وإذا لم يتعمد تشويه سمعة الآخرين ولم يتجاوز حرياتهم ولم يسع لنشر الفتن في مجتمعه, فلماذا يقلق?
مشكلة بعض من يتجاوزون حرية التعبير المسؤولة أنهم يقعون ضحية اختيارية لإفراطهم العاطفي وردود فعلهم المتجاوزة للمنطق والعقلانية.
تعليقات