عزيزة المفرج: إهانة الكويتية عند بيت الزكاه

زاوية الكتاب

كتب 495 مشاهدات 0


يوم كان الكويتي نيرة ذهب تلف نفسها بالعباءة و(تتكمكم) جيدا حتى لا يعرفها أحد حتى ولو بالنظر الى نعالها أو طرف ثوبها» هو أيضا يتلثم بغترته، ويغطي وجهه جيدا حتى لا يقال فلان فعل كذا، ثم يمضي الى حيث مقصده. كلاهما كان مقصده منزلا فيه أرملة فقيرة، أو أيتام محتاجون، أو أسرة ضعيفة الحال، أو أسرة غاب عائلها، وحين يصلان يضعان بكل هدوء عند الباب ما حملاه من مساعدة، ثم يمضيان بسرعة بعد طرق الباب قبل أن يلاحظهما أحد فيعرف بصنيعهما، وأحيانا قد يتطلب الأمر أن يديرا وجههما للجدار ان مر بهما أحد ربما يعرفهما. ناس تصنع الطيب، وتستحي أن يكشفه أحد. هكذا كانت الأخلاق الكويتية وقتها، تحرص على أن يكون المعروف سرا لا يعلم به أحد سوى رب العالمين، ومن العيب أن تعلم يسار الرجل ما أنفقت من خير، يمينه. حال لا يشبه أبدا الحال عند الباب الخلفي لبيت الزكاة، وأيضا داخله. نسوة كويتيات في حال يرثى لها تحت الشمس الحارقة التي تطبخ المخ طباخ، و(ذبح مذابح) على كم كيلو رز، ومدازز على كم كيلو سكر، ومخامط على بضع دجاجات. بيت كان الهدف من انشائه الصرف على الأسر الكويتية المحتاجة والمتعففة بالسر كعادة أهل الكويت، بحيث تحفظ لهم كرامتهم، وعزة نفوسهم فاذا بهم عرضة للمهانة، والمذلة، وقلة القيمة، وقد حكت لي احداهن عن عملية حذف البطاقات في وجوههن من قبل بعض الموظفين والموظفات هناك بدلا من الابتسام، والتعامل بلطف وأدب مع أولئك الناس المحتاجين، وكأن أولئك الموظفون مغصوبون على أداء أعمالهم، أو كأنهم يدفعون لهؤلاء مساعدات من أموالهم الخاصة أمحق موظفين ماعندهم ذوق(رجاء بألا يرسل أحدهم بأن هذا الكلام غير صحيح لأن الشهود موجودون). أخبرتني أخرى كانت على علاقة وثيقة بالبيت أن بعض الأسر العربية تحصل على 300 و400 دينار شهريا وهي جالسة في شققها بسبب الواسطات القوية، بينما طردت أرامل كويتيات بحجة وجود راتب عندهن من الشئون يصل الى 180 دينارا شهريا. احدى هؤلاء الوافدات كانت تأتي للبيت متوكأة على عكازة على أساس أنها عرجاء ثم يشاء الله أن يكشفها لاحدى المسئولات وهي خارجة بعد قبض المقسوم، واذا بها (مثل ابليس) مافيها شي، والعملية كلها نصب واحتيال وكذب على الذقون. شفتو وين وصل فينا الحال من أذية للمحتاجين؟!. ماذا حدث للكويتيين؟، لا تعرف!. يمكن عين وصابتهم. كانت الشوكة (تغز) اصبع أحدهم فيشعر الجميع أنها تغز في قلبه. الآن، (والبيت خير مثال على ذلك) اذا رأوك محتاجا لهم فهم على الأغلب س(يهينونك).
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك