الإصلاح الإداري في الكويت ممكن!.. هكذا يعتقد وليد الغانم
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2015, 1:08 ص 411 مشاهدات 0
القبس
الوزيرة تقول إن الموظفين 'قاعدين في بيوتهم'!
وليد عبد الله الغانم
أعلنت وزيرة الشؤون أنه «سيتم حرمان أي موظف قاعد بالبيت من مكافآت الأعمال الممتازة، فلا أستطيع مساواة غير الملتزم بالجاد في عمله، والله سبحانه وتعالى سيحاسبني على ذلك». (الراي 2015/3/10).
لا أدري في أي حكومة في العالم المحترم، وليس في العالم الفاشل، يمكن أن يظهر قيادي ليعلن في مؤتمر صحافي، وعلى الملأ أن هناك مجموعة من الموظفين «قاعدين» في البيت، وهذه بحد ذاتها كارثة أن تعترف الوزيرة بعلمها بوجود عدد من موظفي وزارتها في بيوتهم! وأما الكارثة الكبرى، فإن الوزيرة، وبدلاً من اتخاذ الإجراءات القانونية مع هؤلاء، فإنها تهددهم بأنهم لن يحصلوا على المكافآت الممتازة، وهذا يقودنا إلى الكارثة العُظمى في الموضوع، وهي أن أولئك الذين يقعدون في بيوتهم ويأخذون معاشاتهم بلا عمل كانوا في «الشؤون» يتمتعون بالمكافآت الممتازة بعد في السنوات الماضية، الله أكبر على الظالم!
يا معالي الوزيرة، إن كنت جادة في إصلاح الأوضاع في «الشؤون»، فأول خطوة تقومين بها هي فصل أولئك الموظفين الذين تقولين إنهم «قاعدين» في بيوتهم، ثم إحالتهم إلى القضاء للمطالبة برواتبهم عن السنوات التي جلسوها في البيت يتقاضون رواتب بلا عمل، وإحالة مسؤوليهم المتسترين عليهم، فهم شركاء معهم في ذلك الجرم العظيم، والاستيلاء على المال العام، فمن لم يهتم براتبه حلالاً أو حراماً لا يستحق البقاء في وظيفته، وكما تفضلت. في تصريحك بنفسك بأنك محاسبة على ذلك، لأنك صاحبة القرار اليوم، فبنظرك أيهما أعظم فساداً: منح مكافآت سنوية للجالسين في البيت، أم صرف رواتب شهرية لهم؟!
الإصلاح الإداري في الكويت ممكن، وله طريق واضح، وأدواته متوافرة، والقوانين واللوائح كافية، ولكن ينقصه ــ فقط ــ شيء واحد، وهو المسؤول القوي الأمين الذي يجرؤ على اتخاذ القرارات السليمة، وتحمل عبء مواجهة أهل الفساد صغارهم وكبارهم، وعدم الرضوخ للضغوط والمساومات. فاذا ما توافر ذلك المسؤول تعدلت الأمور، وإذا فقدنا هذا المسؤول حصل، كما قالت معالي الوزيرة: «موظفين قاعدين في البيت ويأخذون مكافآت ممتازة»، فهل رأيتم فساداً وظيفياً وحرمنة مثل هذا النوع؟! والله الموفّ.ق.
* * *
إضاءة تاريخية: النوخذة ناصر عبدالوهاب القطامي قاد أول رحلة كنوخذة في سن 18 عاماً من شط العرب حتى الهند، وكان المجدمي معاه شريدة بن سعد الشريدة، رحمهما الله تعالى.
تعليقات