المسؤول الحقيقي والمميز هو الذي لا تراه خلف المكتب!.. سامي الخرافي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 741 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  ماذا لو..؟

سامي الخرافي

 

وصلتني عبر «الواتساب» صورة لرئيس الوزراء البريطاني وهو يستخدم وسيلة نقل عامة (المترو)، وقد شاهد الكثيرون تلك الصورة أيضا، والناظر إلى الصورة يجد عدم اكتراث من قبل الركاب لديفيد كاميرون وتجاهلهم أصلا له رغم وضعه السياسي والوظيفي، أتساءل: لو قرر أحد وزراء الحقائب الخدماتية القيام بجولة تفقدية بنفسه لكن غير مصحوبة بأي إعلام أو بهرجة كتلك التي تظهر مع كل جولة مسؤول، فماذا نتوقع أن يرصده؟

في حقيقة الأمر ومن وجهة نظري ستكون جولة صادقة تضع المسؤول على حقيقة ما تقدمه الوزارة للشعب، عندما تؤدي عملك من دون مصاحبة وبهرجة الكاميرات وتحمل معك هموم الناس لكي تحل او تخفف معاناتهم وتسهيلها.

إن عبء المسؤولية ليس بالأمر الهين، فإذا جعلت رب العالمين أمام عينيك لما تقوم به من متابعة لأعمال وزارتك عن قرب، فإنك ستفخر بجولاتك التفقدية الفجائية، وللحقيقة فإن زمن زيارات المسؤولين التي يكون هدفها «الشو» الإعلامي قد ولى، فالناس ليست بحاجة لذلك بل تريد الإنجاز الفعلي.

فلنتخيل معا لو قام أي مسؤول بجولة مفاجئة ولنقل مثلا لو ركب وزير المواصلات باصا تابعا لشركة النقل العام في أشد الأماكن ازدحاما، ماذا تتوقع أن يقوم به وهو في عز تلك المعاناة؟ من وجهة نظري سيبدع في وضع الحلول بشكل واقعي لتحسين الخدمات في حينها، وسيرى ذلك بنفسه في رضا الجمهور وعندها يستطيع أن يقول ذلك الوزير إنني قد نجحت أو إنني قد خذلت الشعب، هل يا ترى سنعيش تلك التجربة؟ من يدري؟

السادة الوزراء الأفاضل.. عندما تقومون بمتابعة الخدمات التي تقدم من قبل وزاراتكم بشكل مباشر مع الجمهور ستكتشفون ما يجب عليكم أن تفعلوه لكي تصلحوا مواقع الخلل وسترون بأنفسكم ما تحتاجه الوزارة دون الاعتماد على تقارير قد يهدف كاتبها إلى تهميش أي نقص من باب ان الأمور «تمام يا افندم» مخافة أن تتم محاسبته على تقصيره، فلتكن البداية منكم، انتفضوا من خلال تحسسكم لمواطن الخلل، تواضعوا واسمعوا هموم مراجعيكم عن قرب دون اصطحاب أحد، واحرصوا على تواجدكم بقرب الحدث لتروا.. وتسمعوا.. ولترصدوا.. ولتحصدوا.. دون اصطحاب كاميرات أو ولاءات النفاق، غادروا مكاتبكم الفارهة واسعوا طوال الوقت لرضا الخالق ثم من بعد ذلك لمن هم دونه.

في نهاية المطاف، لماذا نرى غيرنا يتقدم في كل المجالات ونحن نكتفي بالتحلطم؟! إن المسؤول الحقيقي والمميز هو الذي لا تراه خلف المكتب.

٭ باقة ورد: أهديها من كل قلبي لطلبة الضباط الدفعة الـ 41 بمناسبة تخرجهم في أكاديمية سعد العبدالله، وربي يوفقهم ويسعدهم، كما أخص بالتهنئة ابني «مبارك» لتخرجه أيضا، وسيكون عونا بإذن الله مع إخوانه الخريجين في خدمة الوطن، وأتقدم بهذه المناسبة بالشكر الجزيل إلى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على ما قام به من جهود جبارة لنجاح هذا الحفل ومتابعته المباشرة، والشكر موصول أيضا لوكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد على متابعته المستمرة والاطمئنان على مجريات الحفل، وبارك الله جهود كل من ساهم في نجاح هذا الحفل المميز، الله.. الوطن.. الأمير. 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك