التلقين السلبي سبب التعصب العرقي والديني والمذهبي!.. برأي خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2015, 12:55 ص 1508 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / لا يولد الإنسان طائفياً أو قبلياً أو طبقياً
د. خالد عايد الجنفاوي
يصعب علي تقبل صدق فرضية أن أفرادا ينغمسون بحريتهم وبإرادتهم الفطرية في النعرات القبلية أو الطائفية أو الطبقية, فالإنسان لا يولد طائفياً أو قبلياً أو طبقياً, فما يرسخ النعرات والتعصب العرقي والديني والمذهبي والطبقي هو ما يتعرض له البعض رغم إرادتهم من تلقين سلبي مُسبق تجاه الآخر المختلف وبخاصة ما يتلقاه البعض خلال مراحل نشأتهم الأسرية.
يتطبع كل إنسان بسلوكيات وتصرفات معينة وفقاً لما يتلقاه من تلقين نفسي وسلوكي وأسري منذ الصغر, فالأسرة تساهم بشكل كبير في تشكيل الهوية, العرقية والدينية والمذهبية والطبقية, لدى أغلبية الأفراد, ولكن كيف سيتم مساعدة ضحايا القولبة الاقصائية لكي يصبحوا أعضاء فاعلين بشكل إيجابي في مجتمعهم التعددي؟
اعتقد أن كسر القوالب النمطية عن الآخر المختلف تبدأ وتستمر بتشجيع الاتصال مع من هو مختلف عن الذات. بمعنى آخر, لا يصح أن يحكم أحدهم بشكل سلبي على أفراد آخرين ينتمون الى عرقيات وديانات, ومذاهب, أو فئات اجتماعية مختلفة من دون أن يعرفهم أو يتصل بهم بشكل مباشر, أو على الأقل يتحدث معهم! التواصل البناء مع المختلفين يخفف من وطأة وآثار التلقين التربوي السلبي, فالإنسان المُتسامح يكتسب تسامحه مع الآخرين أثناء تفاعله وتواصله مع من هو مختلف عنه, أما من يصر على الانغماس في تقوقعه, القبلي والطائفي والطبقي, فهو بشكل أو بآخر لا يرغب في أن يعيش حياة إنسانية متكاملة وربما لا يتمتع بسعادة حقيقية في حياته اليومية.
لا يولد الإنسان طائفياً او قبلياً أو طبقياً, وهو لا يولد كذلك وفي قلبه ذرة كره تجاه الآخر المختلف عنه, فالتواصل الفعال ومشاركة الآخرين القيم والمثل الاجتماعية, القومية والوطنية, تدفع الجميع تدريجياً للتخلص من كل فرضيات وافتراضات سلبية تكونت في أذهانهم منذ الصغر.
أتحمل كفرد حر ومستقل مسؤولية أخلاقية في إعادة قراءة أي فرضية سلبية ضد الآخر حاول أشخاص متعنتون غرسها في وعيي وإدراكي رغما عني, فأرفض أن أبقى أسيراً لأي افتراض وتصوير نمطي سلبي حاول البعض في السابق غرسه في قلبي و عقلي ضد أخي الإنسان الآخر.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير”(الحجرات 13), فهل من مدكر, وهل من مُتَّعظ قبل فوات الأوان؟ -
تعليقات