هل وصلنا في الكويت إلى مرحلة كل (ت...) واسكت؟!.. فهيد البصيري متسائلاً

الراي

حديث الأيام  /  مرحلة كل (سمك) واسكت!

د. فهيد البصيري

منذ ثماني سنوات وأنا أكتب مقالا أسبوعيا، وكأن العالم العربي وربما الغربي ينتظر هذه المقالة على أحرمن الجمر، وهو شعور كاذب لا شك فيه، ولكنه سر استمرار الكاتب وتشبثه بالكتابة ولو على حيطان الصحافة، والحقيقة أن العالم يسير بإيقاعه الرتيب، ولا ينتظر مقالا ولا رأيا من أحد، ولكن من ينتظرك على أحر من الجمر، وبالجمر أيضا هي الحكومة ، فالكويت اليوم ليست كالأمس ، وأناس اليوم ليسوا كأناس الأمس ، وقوانين اليوم ليست كقوانين الأمس ، وأتمنى أن تبقى سجوننا نظيفة كما كانت في الأمس.

ومع أننا ككتاب - أو أغلبنا على الأقل - ننشد المستحيل - أي المثالية - عن طريق الكشف عن مواطن الفساد، وإرشاد الرأي العام لما فيه مصلحته ومصلحة الوطن، إلا أن هذه المثالية لن ترضي الجميع، وهو أمر طبيعي لأن ما نراه صوابا قد يراه غيرنا (خطأ بجلاجل )، والى هذا الحد يعتبر الأمر اختلافا لا يفسد في الود قضية، اللهم إلا إذا كان الطرف الآخر «القاعدة» أو «داعش»، أو بعض حكومات هذه الأيام .

ومشكلة الكاتب أنه وبحكم وظيفته الأدبية، يقف موقفا محايدا إن لم يكن مضادا للحكومة في أحيان كثيرة ، فهو يقوم بتحليل أدائها ، وتقييمه، وهذا يتطلب منه نقدا ورأيا موضوعيا صريحا، وقد يكون جارحا ومباشرا في أحايين كثيرة .

ومن الطبيعي في النهاية أن يقع الكاتب في المحظور، فالحكومة ليست مجموعة من الملائكة والكاتب لا بد أن ينتقدها فهذا هو قدره ، وعندها سيتحول هذا الكاتب على يديها من كاتب ومحلل إلى متهم و متآمر! والأمثلة على ذلك كثيرة.

ورغم خطورة الحوادث السابقة، إلا أنها ستصبح رحمة مقارنة بما هو اتٍ، فالأمر بدأ يحلو ويسهل في نظر بعض المسؤولين ، وقد وصل الأمر إلى إحالة دكتور إلى النيابة لأنه قال رأيا علميا بحتا يتعلق بتلوث السمك في جون الكويت ويهتم بصحة المواطنين في الكويت! ولا أدري ما هو المسوغ القانوني لتحويله إلى النيابة وتحت أي تهمة ؟ وهل هناك دعوى سب و قذف مرفوعة من السمك ضده؟! ثم هل سيأتي الدور على الأطباء الذين ينصحون بعدم أكل الحلويات أو المشروبات الغازية، وهل يحق لأصحاب هذه المواد أن يقيموا دعاوى قضائية ضدهم ؟وهل وصلنا في الكويت إلى مرحلة كل (ت...) واسكت ؟!