أما آن لأحزان 'البدون' أن تترجل من قلوبهم وأعينهم؟!.. حسين الراوي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2015, 1 ص 602 مشاهدات 0
الراي
أبعاد السطور / جحا والبدون!
حسين الراوي
جاء في الأدب العربي أن جحا وابنه أرادا المضي إلى السوق، وفي بداية الطريق ركب جحا على ظهر الحمار وابنه خلفه يردفه، فمرا على جماعة كانوا جالسين فما إن رأوهما قالوا لهما: أليس في قلبيكما رحمة على هذا الحمار، لقد أجهدتماه فوق طاقته. فتوقف جحا بالحمار وطلب من ابنه أن ينزل ويتركه لوحده فوق ظهر الحمار، فمرا على جماعة ثانية، ما إن رأوا جحا فوق حماره حتى قالوا له: اتقِ الله يا رجل، كيف تركب أنت على الحمار وتترك ابنك يسير خلفك على قدميه، إن تحملك ومقدرتك أكبر منه. فما كان من جحا إلا أن توقف بحماره ونزل منه وجعل ابنه فوق الحمار وأخذ يمشي خلفه على قدميه. فمرا على جماعة ثالثة فأخذوا ينظرون لجحا وابنه بنظرات تعجب، حتى قالوا لابنه: أما تستحي أنت من الله، كيف تترك أباك يمشي على قدميه بينما أنت تركب الحمار! فما كان من جحا إلا أن أوقف الحمار وطلب من ابنه أن ينزل منه، فسارا هما الاثنان مشياً على الأقدام دون أن يركبا على الحمار. فمرا على جماعة رابعة، ما إن رأوا جحا وابنه حتى انفجروا بالضحك الشديد، وهم يقولون عنهما: ما بال هذين الأحمقين يسيران على أقدامهما ويتركان الحمار لا يركبانه! فتوقف جحا والتفت نحو ابنه فقال له: هيا بنا يا بني نحمل الحمار فوق ظهورنا حتى لا يضحك علينا الناس!
هذه القصة تشبه تماماً حال بعض الإخوة البدون مع الحكومة، التي تجبرهم بأن يقوموا بتعديل أوضاعهم لينتموا لبعض الدول من خلال استخراجهم جوازات سفر وأوراق رسمية بالمال، حتى تقوم الحكومة بتسهيل إجراءات معيشتهم في هذه البلاد بكامل التقدير والاحترام، دونما تضييق عليهم في كافة مناحي الحياة، وبعد هذا التجاوب من الإخوة البدون تأتي الحكومة فتدير ظهرها لهم.
ولا أنسى أن أذكر معاناة الأخوات الكويتيات المتزوجات من الإخوة البدون حيث إنهن يعانين من ضيق السكن الشديد ويعانين من عدم توظيف أبنائهن، وكأنهن ارتكبن جريمة نكراء بزواجهن من البدون فحلت عليهن لعنة الحكومة.
أيتها الحكومة ... أما آن لأحزان الإخوة البدون أن تترجل من قلوبهم وأعينهم؟
تعليقات