عن المولد النبوي الشريف!.. يكتب عادل المزعل
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2015, 12:54 ص 666 مشاهدات 0
الوطن
المولد النبوي الشريف
عادل نايف المزعل
يحتفل العالم الإسلامي بميلاد سيد البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وحال المسلمين حال فرقة وشاتات كل يسير على هواه، فقد ولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في صباح يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل سنة 571م عن غيث بن محزمة قال: ولدت أنا ورسول الله عليه الصلاة والسلام عام الفيل فنحن لدان، وعن حسان بن ثابت قال: والله إني لغلام يافع ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة (الحصن) بيثرب يا معشر يهودا حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا ويلك؟ قال طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به وقد روي أن إرهاصات وقعت عند الميلاد فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، ولما ولدته أمه آمنة أرسلت إلى جده عبدالمطلب تبشرهُ بحفيده فجاء به مستبشراً ودخل به الكعبة ودعا وشكر الله واختار له اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً عند العرب وأول من أرضعته من المراضع بعد أمه عليه الصلاة والسلام ثويبة مولاة أبي لهب بلبن لهب يقال له مسروح وكانت قد أرضعت قبله حمزة ابن عبدالمطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبدالأسد المخزومي وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر لتقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم فالتمس عبدالمطلب للرسول عليه الصلاة والسلام المرضعات واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر وهي حليمة بنت أبي ذويب وأخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عبدالله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث وحذافة بنت الحارث وهي الشيماء وهذا لقب غلب على اسمها وكانت تحصن الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان عمه حمزه بن عبدالمطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر أرضعت أمه رسول الله عليه الصلاة والسلام يوماً وهو عند أمه حليمة فكان حمزه رضيع رسول الله عليه الصلاة والسلام من وجهين من جهة ثويبة ومن جهة السعدية ورأت حليمة بركته ما قصت من العجب وإن نفراً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام قالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك؟ قال: نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء قصور الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينما أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهماً لنا إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوء ثلجاً ثم أخذاني فشقا صدري واستخرج قلبي فشقاه فاستخرج منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى انقياهُ، قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك فوالله لو وزنته بأمته كلها لرجح، فلما بلغ رسولنا عليه الصلاة والسلام ست سنوات توفيت أمه آمنة بنت وهب بالأبواء بين مكة والمدينة وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار فماتت وهي راجعة به إلى مكة ثم كفلهُ جده عبدالمطلب ويمسح على ظهره بيده ويسرهُ ما يراه يصنع فلما بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ثماني سنين توفي جده عبدالمطلب فكفلهُ عمه أبو طالب وفي يوم كان أبو طالب في ركب متاجراً إلى الشام فلما تهيأ للرحيل وأجمع المسير تعلق به رسولنا عليه الصلاة والسلام فرق قلب أبي طالب وقال: لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبداً فخرج به وكانت الشمس شديدة الحرارة فجاءت غمامة تظلله من بين القوم ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة فمالت الشجرة بأغصانها على رسولنا عليه الصلاة والسلام حتى استظل تحتها وقد شاهد هذه الواقعة راهب يقال له بحيرا وكان إليه علم أهل النصرانية، قال الشاعر:
تجلى مولد الهادي فعمت
بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب
يداً بيضاء طوقت الرقابا
وقد وضعته وهاجاً منيراً
كما تلد السماوات الشهابا
أسأل الله سبحانه وتعالى في هذه المناسبة العظيمة أن يغفر لنا ذنوبنا ويرحم شهداءنا وشهداء المسلمين وأن تكون كلمة المسلمين كلمة رجل واحد وهي لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن نرى راية الإسلام خفاقة على المسجد الأقصى وأن يحفظ الله بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.
تعليقات