حسن على كرم يستغرب انزعاج إيران من اعتزام الكويت تدشين فضائية للوافدين ، فى حين أنها تغرق العالم بفضائياتها!

زاوية الكتاب

كتب 3734 مشاهدات 0


 



حسن علي كرم 
 
 
 
 حساسية إيرانية غير معقولة..!! 

بعد قيام الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني وشن صدام حسين حربه العدوانية على الثورة الفتية. واشتداد الحمى

الإعلامية المضادة والمضللة للثورة، تقدم عدد من الإعلاميين العرب المتعاطفين مع الثورة الإيرانية بفكرة لإصدار جريدة

يومية باللغة العربية من لندن للدفاع عن الثورة وللرد على الإعلام المضاد. وعندما أُبلغ الإمام الخميني بالفكرة رفضها

محرما صرف الأموال في الأمور الدعائية. لكن الإمام الخميني توفاه الله. فماذا حدث بعد رحيله يرحمه الله..؟

لعل من أهم المتناقضات التي يقع فيها النظام الإسلامي الإيراني هو أنه في الوقت الذي تمنع فيه السلطات هناك الشعب

الإيراني تركيب الصحن اللاقط للقنوات الفضائية. في ذات الوقت يبث ما يقرب من ثلاثين قناة تلفزيونية فضائية على مدار

الساعة بعضها موجه للداخل الإيراني وأكثرها للخارج وبلغات مختلفة من العربية قناتان «العالم والكوثر» الأخباريتان

والإنجليزية الإخبارية (PRESS) وقنوات اخرى. تركية وكردية والأوردو. فمثلا عن الدعائية للصناعة الإيرانية

لاسيما صناعة السجاد. هذا ويقال إن ثمة قنوات تبث عبر أوروبا تقدم البرامج الترفيهية والأفلام باللغة الفارسية ممولة من

النظام الإيراني. هذا ناهيك عن القنوات الفضائية المتعاطفة والناقلة لوجهة النظر الإيرانية والممولة من ايران ايضا مثال

القناة الإخبارية (المنار) المملوكة لحزب الله اللبناني. والفرات التي تبث من العراق.. إلخ وأما في مجال البث

الإذاعي فالشبكة الإذاعية تغطي القارات الخمس وعلى كافة الموجات الإذاعية القصيرة والمتوسطة والطويلة وعلى موجة

الـFM التي يصل بثها في بعض الأحيان الى الكويت ويسمع بوضوح. وهي تذيع البرامج باللغات الفارسية والعربية

والإنجليزية ولغات اخرى. وأما في مجال الإعلام المكتوب الصحافة فلايران حضور صحافي نشط ومكثف لاسيما في كل

من لبنان ولندن. فيما تصدر في الداخل الإيراني عشرات الصحف اليومية والأسبوعية باللغات الفارسية والعربية

والإنجليزية.

والسؤال هنا هل يجوز لإيران ما لا يجوز لغيرها، فالإيرانيون منزعجون حسب ما ورد في الصحف من الكويت لأنها بصدد

تأسيس قناة فضائية موجهة للجاليات الأجنبية الوافدة للبلاد التي من بينها الجالية الإيرانية المقيمة في الكويت. وترى ايران

ان هذه القناة المزعومة موجهة لإيران وبقصد افساد الشباب الإيراني..!!

انزعاج ايران لا اساس منطقيا له، وحساسية مفرطة ما كان ينبغي ان تظهرها. فما الخوف ان تبث من الكويت قناة فضائية

باللغة الفارسية. وللعلم ان تبث هذه القناة المزعومة من الكويت وتحت اشراف الحكومة الكويتية افضل للنظام الإيراني

وأفضل للمجتمع الإيراني من ان تبث في موقع آخر فالكويت على المستوى الرسمي حريصة على ان تبقى علاقتها ودية مع

ايران الشعب والنظام. وايضا ما الخوف اذا اسست الكويت قناة ايرانية فيما يمنع هناك في ظل فرض الستار الحديدي على

المواطن الايراني استخدام الطبق اللاقط. وهل المجتمع الايراني هش وينساق بسهولة من خلال قناة تلفزيونية تقدم البرامج

الترفيهية..؟!

اذا صح ان الحكومة الكويتية بصدد تأسيس قناة فضائية متخصصة للجاليات، فأرجو ألا يثنيها الانزعاج الايراني، فتكف عن

مواصلة اكمال المشروع، بل ان الحكومة الكويتية قد تأخرت كثيرا في تأسيس قناة أو برامج تلفزيونية تكون خاصة وموجهة

للجاليات المقيمة، سيما ان هناك الكثير من القوانين والامور المحلية التي ينبغي للمقيم الاجنبي الوافد ان يلم بها حتى لا يكون

ضحية للجهل والاستغلال..

ان على المعنيين في الجارة ايران الاسلامية ألا يكونوا حساسين فوق العادة. وعلى الحكومة الكويتية ألا يثنيها عائق عن

اتمام مشروع القناة الفضائية المأمولة.. ذلك ان انشاء القناة هو شأن كويتي وقرار سيادي، لا مكان فيه للانزعاج أو

الاحتجاج..
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك