بدر صالح العدواني يعتقد أن العشاء الذى دعا الخرافي إليه أعضاء السلطتين سيكون العشاء الأخير فى عمر المجلس

زاوية الكتاب

كتب 3526 مشاهدات 0


 


 
 
كتب بدر صالح العدواني

 


قالت النصارى ان المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قد تناول الخبز والنبيذ

كعشاء أخير قبل أن يتم صلبه كما يَدَّعُوْنَ؛ «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم».
قصة العشاء الأخير في الروايات المسيحية أكذوبة مُدَّعَاْةٌ ؛ لكن العشاء الذي أقامه رئيس مجلس الأمة

جاسم الخرافي في ديوانه مساء أول أمس لأعضاء السلطتين بهدف خلق جو من الوئام بينهما ربما يكون

هو العشاء الأخير قبل حل محتمل للمجلس (مجلس الشيكولاتة) أو ما يعرف كويتيا بمجلس الأمة!!!

في نهار ذلك اليوم وقبل ساعات من مَأْدُبَةِ العشاء التي دعا إليها رئيس السلطة التشريعية حدث أمران

مهمان: الأول هو استلام رئاسة مجلس الأمة بلاغا يفيد برفع مبارك الوعلان وعبد الله العجمي دعوى

مستعجلة إلى المحكمة الإدارية طَاْلَبَين فيها بإلغاء نفاذ حكم شقيقتها الدستورية الذي قضى بإسقاط

عضويتهما ودخول سعدون حماد وعسكر العنزي بدلا منهما!

يذكر أن مبارك الوعلان قد بشر مشاهدي قناة الراي قبل يومين بذلك الحدث والذي أسماه النصر؛

وصرح للصحافيين بعد ذلك بأن القانون ان لم يحترم داخل الكويت فسيُحترم خارجها على حد تعبيره في

تصريحه الغريب الذي بثته قناة الراي أيضا!، كما اعتبر عبد الله العجمي قضيته مع الوعلان هي قضية

الكويت الأولى!

أما سعدون حماد فقد تحول إلى رجل قانون وهو يستميت في الدفاع عن الكرسي الذي أصبح كحبل

يمسك هو بطرفه وعبد الله العجمي يمسك بالطرف الآخر؛ سعدون حماد أفتى بأن المحكمة الإدارية ليس

من اختصاصها النظر في تلك القضية ؛ وهذا ما حكمت به المحكمة الإدارية بالفعل ولكن تهديدات مبارك

الوعلان تُنبئ بأننا مقبلون على مشاهد أكثر إثارة في هذا الفيلم الهوليوودي!!!

أما الحدث الأكبر من وجهة نظري والذي حصل قبل ساعات من العشاء الأخير فهو موافقة اللجنة

التشريعية بإجماع من حضر اجتماعها على مشروع قانون يقضي ببطلان توزير نورية الصبيح وموضي

الحمود!

والظاهر أن الجماعة لم يعلموا بتوزيرهما إلا في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي؛ فقرروا بعد

إجازة العيد اتخاذ ما يلزم لوضع السكين على رقبة المجلس!

واللافت في اجتماع تلك اللجنة الذي تم فيه إقرار هذا المشروع هو تغيب كل من : عبد اللطيف

العميري السلفي وأحمد المليفي صاحب نظرية المماليك الجدد وعبد الله الرومي الذي كان يطمح لمنافسة

جاسم الخرافي على رئاسة المجلس!

هؤلاء هم الثلاثة الذين خُلِّفُوْا عن هذا الاجتماع ؛ لكنهم لن يتوبوا عن تخلفهم عنه ولا عن المنطلقات

التي دفعتهم لهذا التصرف!

أما اللجنة التشريعية فلم تَكْتَفِ بوضع السكين على رقبة المجلس الحالي فحسب؛ لكن أعضاءها دغدغوا

مشاعر قاعدتهم الانتخابية التي يحرصون على الدوام أن تظل متخلفة فأقروا مشروع قانون يلغي تجريم

الفرعيات وذلك استعدادا لما بعد عملية «صَلْبِ» المجلس التي قد تعقب «العشاء الأخير» لجاسم

الخرافي بمدة الله أعلم كم هي!

فالله يعين الكويت الحبيبة على مثل هكذا العبث السياسي بنظامها ودستورها؛ والله يستر عليها من نتائج

هذا العبث...


 

الصباح

تعليقات

اكتب تعليقك