الحكومة سبب كسل غالبية الشباب الكويتي!.. هكذا يعتقد حمد السريع
زاوية الكتابكتب ديسمبر 16, 2014, 12:57 ص 519 مشاهدات 0
الأنباء
سوالف أمنية / أوراق مبعثرة
حمد السريع
في صباح ذلك اليوم والطقس مائل للبرودة وأنا أقود سيارتي متجها للعمل، لفت نظري رجل مسن يتجاوز الستين من العمر جالسا فوق رصيف أحد الطرقات ورأيت بجانبه أدوات لتقليم النخيل، فتساءلت بيني وبين نفسي ما الذي دفع ذلك الرجل الكبير في السن إلى أن يبتعد عن أسرته وعن بلده ويجلس على قارعة الطريق في بلاد غريبة انتظارا لمن يذهب به لمنزله لتنظيف نخيله غير ذلك الفقر المدقع في بلده والذي أجبره على الهجرة والبحث عن رزقه في بلدان أخرى؟
نحن في الكويت الحمدلله والشكر فقد حبانا الله بالنعمة والرزق وأصبحنا في بحبوحة من العيش أدامها الله علينا وعلى أبنائنا، ولكن تلك النعمة والخير جعلت الغالبية من الشباب غير منتج ولا يبحث إلا عن الرفاهية والجلوس في المقاهي والمطاعم.
شتان بين منظر ذلك الرجل المسن المغترب الجالس على قارعة الطريق يبحث عن رزقه اليومي وبين شباب جالسين على طاولات فخمة في افضل المطاعم يتناولون فطورهم أو غداءهم دون أن يبذلوا أي مجهود في وظائفهم.
وعندما تتساءل ما الذي دفع غالبية الشباب الكويتي المعروف عنه حبه للعمل وعطائه المفرط لواجباته الوظيفية الى الخمول والتكاسل؟ نجد أن الحكومة هي السبب.
قرارات الحكومة باتت واضحة، فمهما عملت وقدمت من تضحيات في طموح للحصول على منصب قيادي فإن الواسطة ستدمرها عندما يقفز من هو أدنى منك منصبا أو يأتيك زائر منتدب من الخارج ليتبوأ المنصب الذي خدمته سنوات طويلة لتتولى مسؤوليته فتراه قد طار منك، والشواهد على ذلك كثيرة.
تلك القرارات أقنعت الشباب من الموظفين بأن الواسطة فوق القانون، ومن يرد منصبا فعليه الجلوس في المقاهي طوال اليوم ليحصل في النهاية على منصبه من دون جهد أو تعب إلا أن تكون لديه واسطة يقفز عن طريقها على الآخرين ويتبوأ المنصب الذي يريده.
رجعت عائدا الى الرجل المسن لعلي لا أجده في مكانه فيكون ما ذهبت اليه هو حلم ولكنه مازال جالسا في مكانه، فتأكدت ان ما فكرت فيه هو واقع وحقيقي، فأكملت طريقي الى العمل ولدي اليقين بأن جهاز هيئة البيئة سيقفز عليها شخص من الخارج يتولى مسؤوليته دون اعتبار للكفاءات الموجودة، والقادم من الأيام سيؤكد ما ذهبنا اليه.
تعليقات