الأوطان لا يبنيها الشامتون ولا المحبطون اليائسون!.. صالح الشايجي مؤكداً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2014, 12:59 ص 940 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / الحكومة 'المأكولة الذمومة'
صالح الشايجي
في مداخلة تلفزيونية مع الزميلة «غادة الرزوقي» تحدث المطرب القدير صاحب «وطن النهار» عبدالكريم عبدالقادر بصوت جلي متعاف واضح غير واهن ولا ضعيف، وشرح ظروفه الصحية وحالته المرضية التي هو رهنها الآن والعناية التي لقيها من الجهاز الطبي أو من الجهات المسؤولة والإدارات المختصة.
ونفى أن يكون هناك إبطاء أو تقصير في نقله الى المانيا لتكملة علاجه، ولكنما الأمر يتعلّق بالمستشفى الألماني واستعدادهم لاستقباله.
فرحت وأنا أستمع الى مداخلته بصوته المميز حديثا وغناء، مطمئناً عن حالته الصحية المستقرة حتى أنه من الممكن أن يسمح له الأطباء بمغادرة المستشفى الى البيت حتى موعد سفره الى المانيا، وهذا هو الجانب الشخصي والإنساني والعاطفي في الموضوع، وثمة جانب آخر سأتحدث عنه بتفصيل.
كانت راجت شائعات وكتابات بنيت عليها مواقف وشُحذت سيوف واعتلى المنابر هجّاؤون وقوّالون عن تقصير في علاج الفنان عبدالكريم عبدالقادر الذي يتعرّض لأزمة صحية، وكالمظاهرات العربية التي تبدأ بشخص واحد لا يدري ما يريد فينضم إليه كل ابن سبيل وعابر طريق وكلٌّ يسأل عن موضوع المظاهرة والتجمهر، وهذا ما حدث رُفعت فجأة الستارة عن مسرح الشماتة والتذمّر واليأس والقنوط، وراح الممثلون يتباروْن في قاذع الهجاء وكيْل السباب للمقصرين والمتوانين والمتراخين، وراحت العصي تلهب ظهور أولئك المقصرين المتوهمين!
هذا ما لفتني الى أنّنا نعيش حالة من الإحباط واليأس والقنوط، وصار تلاومنا وتهاجينا ورجمنا لبعضنا هو المتنفس لهذه الصدور الضيقة، بحيث بتنا نرى الجميل فنقبحه ونرى الكمال فننقصه.
لا نفرح بإنجاز أنجز بقدر ما نبتئس لتقصير أو شبه تقصير حدث فتروح ألسنة اللوم والسخط تهوّل وتكبّر وتفتح المندبة داعية المعزّين للدخول إليها وذرف الدموع على حيّ لم يمت وصحيح لم يمرض!
والملوم في كل ذلك تلك الحكومة «المأكولة المذمومة»، وقبل فترة انتشر فيديو لحفرة حدثت في صحراء جنوب البلاد نتيجة انهيار أرضي مفاجئ، اكتشفها مواطنون مصادفة، فصارت ألسنة اللوم الساخطة تنهش لحم الحكومة المقصّرة التي لا تكترث بالمواطنين!
ما دخل الحكومة في ظاهرة طبيعية حدثت فجأةً؟
ليس مهما التفكير وإعمال العقل ولكن المهم هو التباري في ساحة الشماتة واليأس والقنوط!
كل شيء في بلادنا صار بابا للمذمّة والقبح واليأس.
انتشلوا أنفسكم من حالة الإحباط واليأس والقنوط، فالأوطان لا يبنيها الشامتون ولا المحبطون اليائسون!
تعليقات