الأزمة النفطية لا تنفصل عن تشابك الأحداث السياسية!.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 767 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  الأزمة ظاهرها نفطي وباطنها سياسي!

ناصر المطيري

 

الأسئلة أكثر من الاجابات وحالة الغموض مستمرة بسبب السقوط الاقتصادي الحر الى مستويات دنيا في أسواق الخليج على أثر تهاوي أسعار النفط ولا أحد يعرف متى وأين قاع الأزمة التي لو تواصلت لانحدرت باقتصادياتنا النفطية الى وادٍ سحيق لا يعرف مداه وآثاره..
وباعتقادي أن الأزمة النفطية لا تنفصل عن تشابك الأحداث السياسية في العالم وخصوصا المحيط الاقليمي لهذه المنطقة التي تمثل مورد ومخزون العالم النفطي، المنطقة تعج بالتطورات الأمنية والسياسية، من اليمن الى سورية الى العراق وما يجري في مصر والتحولات في العلاقة الأميركية مع ايران كلها قد تثير بعض المؤشرات على أن القدر السياسي يخبئ أمراً ما للمنطقة وما يحدث في أسواق النفط قد يعكس العقل الباطن للأحداث الخطيرة المرتقبة.
وبتعبير مجازي يمكن أن أعتبر أن الأزمة النفطية الراهنة هي بمثابة «أعراض» للمرض السياسي الخفي الكامن في جسم المنطقة، ومن المعروف أن النفط عبر التاريخ كان هو المحرك للأحداث والتقلبات السياسية وربما يعقب هذه الأزمة النفطية مشهد جديد تفرضه التفاعلات الحالية في أكثر من عاصمة عربية ودولية.
علينا ألا ننسى أن انهيار أسواق النفط قد سبقه بأسابيع «تسليم استسلامي» لصنعاء التي اصبحت تحت السيطرة الحوثية في اليمن وسط صمت وربما مباركة خليجية لذلك، والحدث اليمني جاء في أعقاب تحالف سياسي بين ايران والولايات المتحدة وهو تحالف على الأرجح
سوف يكون على حساب دول الخليج الحليف التقليدي لواشنطن، فهل انقلبت المعادلة السياسية؟
وتتشابك الخيوط السياسية حيت وجدنا أنه في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة حرباً طويلة الأمد ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وتشارك في هذه الحرب دول مجلس التعاون الخليجي، في هذا الوقت بدأنا نتلمس توجهاً دوليا تتبناه أميركا يهدف على ما يبدو الى تعويم نظام بشار الأسد من جديد مع بدء تحركات سياسية بين روسيا والمعارضة السورية، وما يجري في العراق ليس ببعيد عن تلك الخيوط المتشابكة أمنياً وسياسياً.
ومهما استمر الغموض وعدم المعرفة لما هو قادم وما تخبئه الأيام للمنطقة الا أن ما هو مرجح أننا مقبلون على ترتيبات سياسية كبرى في المنطقة ستعيد صياغة العلاقات والتحالفات التقليدية.
خلاصة القول، انخفاض اسعار النفط - برأينا - هو عرض وليس مرضاً، والأزمة ظاهرها نفطي وباطنها سياسي، والمؤسف أننا اليوم لا نملك سوى انتظار ما يحمله الغد.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك