عن التبرع الإجباري في مدارس الكويت!.. يكتب غنيم الزعبي

زاوية الكتاب

كتب 584 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  نفقات مدارس 'التربية'!

م. غنيم الزعبي

 

لا تصرف المعلمة الوافدة دينارا واحدا على المدرسة «وهذا هو التصرف الصحيح» ولا تتجرأ السيدة الناظرة على طلب ذلك منها فهي إن فعلت فسيأتيها الرد جاهزا وصاعقا: أنا أتيت من آخر الدنيا وتركت عائلتي وأحبائي لأتعب وأشقى لتوفير حياة كريمة لي ولهم ثم تأتين وتطلبين مني التبرع لمدرسة تتبع وزارة ميزانيتها مليار و800 مليون دينار؟ وفي نهاية السنة تحصل هذه المعلمة الوافدة على التقدير والتقييم حسب جهدها وعملها وهذا هو الصحيح أيضا.

من ناحية أخرى تفرض كثير من ناظرات المدارس على المدرسات الكويتيات صرف أموال من جيوبهن على الكثير من الأنشطة التي تدخل من باب البهرجة أملا في الحصول على رضا مسؤولي المنطقة التعليمية عندما يزورون تلك المدرسة، فهذه (الفازات) الفخمة والملونة والمليئة بالأزهار الطبيعية الجميلة، وتلك اللوحة الجدارية الكبيرة التي يكتب على جانبها زورا وبهتانا أنها من تصميم المعلمة الفلانية وهي في الواقع تم إنجازها بأحد مكاتب خدمة الطلبة مقابل عشرات الدنانير «نقتهم» تلك المعلمة المسكينة من راتبها الذي هو مفروض لها ولأطفالها. ولا نستطيع طبعا إغفال البوفيهات والصحون الكبيرة المليئة بالحلوى الغالية والثمينة والتي «تبرعت» بها مجبورة إحدى المدرسات عند تكرم أحد المسؤولين الكبار من المنطقة التعليمية بزيارة المدرسة.

عمركم سمعتم عن تبرع إجباري؟ فقط في مدارس الكويت.. ومن تمتنع عن هذا التبرع الإجباري ستوضع في لائحة عدم المتعاونات وهي لائحة قلما يحظى المنتمون لها بشرف الحصول على الأعمال الممتازة نهاية السنة. وهو أمر يعني أيضا حرمانها من مكافأة مالية تصل أحياتا إلى ألف دينار. وهذا الأمر تنفرد به مدارس البنات عن الرجال، فناظر المدرسة التي هيئتها التدريسية هم رجال قد يتعرض «للمردغة» على أيدي المدرسين الكويتيين إن طلب منهم نفس الشي.. ناقصك آنا. إيجار، أقساط سيارة، رواتب خدم مصارف الدروس الخصوصية، وغيرها من أعباء الدنيا اللي كاسرة ظهري وتأتيني بمثل هذا الطلب؟

وهذا الأمر الذي تقوم به بعض الناظرات هو أمر غريب وغير مقبول ويشبه إلى حد ما أخذ أموال الناس بالجبر والقوة، ويجب أن يتوقف، وعلى الوزارة وضع خط ساخن للإبلاغ عن أي إدارة تطلب من المدرسات أنشطة تكلفهن فلوسا أو إجبارهن على شراء أمور تدخل في احتفالات واستقبالات المدرسة لمسؤولي الوزارة والمنطقة التعليمية. فالوزارة وضعت لكل مدرسة ميزانية صحيح ضئيلة لكن هذا ليس مبررا للضغط على المدرسات لصرف أموال تعوض ذلك النقص، فمديرة المدرسة عليها تدبر أمورها حسب الميزانية وتترك المبالغة في الأمور التي لا تصب في صميم الأمور التعليمية.

نقطة أخيرة: قام وزير التربية بزيارة ثانوية رزينة في صباح الناصر الأسبوع الماضي وكان الاستقبال بحجم الضيف، بس كنت أتمنى من معالي الوزير لو وجه سؤالا للسيدة الناظرة: من دفع ثمن كل هذا؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك