منصور بن مروي يكتب .. 'حميدان وجماعة عبيدان'

زاوية الكتاب

كتب 1828 مشاهدات 0

صورة تعبيرية

حميدان تجده دوماً عند جماعة عبيدان، في كل وليمة ذات صحون . يقدمون حميدانهم الأعور لأنهم عميان ' والأعور في ديرة العميان مفتّح ' لكن جماعة عبيدان حصل بها انشقاقات فانقسمت لعدة مجموعات لكل واحدة منسق يبحث لهم عن حميدان آخر ، كي ينافس به القسم الآخر من جماعته ، فصار لكل مجموعة حميدانها .

يحاول كل منسق من أقسام جماعة عبيدان أن يظهر في صورة - طبعا باهتة - لكي يقال هذا المنسق أحسن من الآخر. ويلمّع هو ومن معه حميدانهم بألوان يظنونها جميلة .

الأمر لم يقف عند هذا الحد بل صار كل حميدان يحاول أن يشوه صورة حميدان الآخر - بحسب فهمه - ولم يشعر أنه هو وهم وجماعة عبيدان كلهم صورتهم سلبية ذات عاهات وإعاقات ، ولكي يستمر المسلسل فليس أمامهم سوى أن يقوم منسق قسم بدعوة القسم الآخر مجاملة تحت أضواء فلاشات شعبية ليس لها قيمة فيلبون الدعوة بفرح عارم يتقدمهم حميدانهم المختار وعن يمينه المنسق ويتلقاهم القسم الداعي بنفس البروتوكول التقليدي. ثم يجلس حميدان بجانب حميدان الثاني والثالث بأبهى حلة فقط. و لا يكلم أحدا ولا يلتفت إنما يحاول اكثار النحنحة بصوت هادىء . وكل منسق يرمق حميدانه ويحاول أن يحوّل الأضواء والأبواق وكل شيء نحوه فقط .

ثم تبدأ أهازيج الإزعاج الروتينية الفارغة ويكون للمايك وأعلامه حضورهم الذي اعتادوه يفتتحه مقدمٌ سطحي يردد مصطلحات قد جمعها من خلال ما يسمعه هنا وهناك ثم يلصقها ببعض ويسلقها أمام فوهة المايك مع عدم اهتمام من الحضور فتجد أحاديثهم وسلامهم مع بعض له صدى يغطي على صوت ذلك المقدم الذي لا يستطيع أن يوقف أو يلفت ويشد ذهنهم فتراهم ينتظرون متى ينتهي حتى يأتي دور الأبواق الأخرى الصاخبة من مدح وردح وخطب مكررة .

وأحيانا يتطفل أحد الحضور ويطلب من المنسق مجالا لإلقاء كلمة فيلبون طلبه بكل بؤس . وربما قام بنفسه حين ينتهي مسلسل الازعاج فيقترب من المايك ليهذي بما لديه .

وقد تتحد جماعة عبيدان أو نصفها وحميدانها صورياً وشكليا فقط ولمصلحة خاصة مؤقته في موقف يحسبونه ذا بال فيدعون جماعة لا يعرفونها فتأتيهم مسرعة ويستقبلونها بمثل ما سبق ثم يتبادلون السفر والرحلات الطويلة بأعداد غفيرة دون فائدة .

الآن - رأي: منصور بن مروي

تعليقات

اكتب تعليقك