عدد حياتك، بقلم.. فهد بن رشاش
زاوية الكتابكتب نوفمبر 14, 2014, 10:07 م 1260 مشاهدات 0
'تُعجبك الحياة ! أو لا تُعجبك ! هي سائرة وأنت راحل ، فاصنع لنفسك من هذه الحياة حيوات تحيا بهن لا لهن ، وانظر بعين الجمال ، فقد ترى الحياة واحدة كونك أدركت حقيقة عيشها مرة واحدة ، لكنك لم تدرك هذه الحقيقة كاملة ، فالحياة حيوات وإن عشتها مرة واحدة '
الحياة لا تقتصر على معنى العيش على ظهرها لفترة فقط ، فمن معانيها أنها شقيقة كبرى لأخريات ، فللحياة أخوات كثيرات يراها صاحب الأمل ويسعى لها ، يومه مُتجدداً ، وأهدافه تتسابق ، وابتسامته أحد أسرار هذه الحقيقة ، عيشهن ليس بالصعب لكن الصعوبة في إدراكهن .
يا رفيقي بهذه الرحلة أحدنا ينظر بين قدميه والآخر مستمتعاً بجمال الطبيعة فيرى الطبيعة والجمال مُتأملاً عيشها ، يا رفيقي تأكد بأنك تستطيع أن ترى الشيء أشياء إن أردت والعكس كذلك ، فلا تحرم كرم التأمل من نظرته للحياة بدعوى التواضع ، ولا تكن كالذي ترك الظل بغية الفيء فضاق عليه وقتها جهالة منه .
نحن بطبيعة الحياة نحتاج أن نعيش بحيوات كي لا نكون كمن يعيش ليأكل فقط ، بل حاجتنا لها كمن يأكل ليعيش كي يُكمل الحياة وتكتمل به ، لذلك واجب علينا أن نصنع شيئا ونبتكر آخر ونعدل من هذا ونطور من ذاك ، على الأقل لا نكون حملاً على الأرض دون فائدة ، رحم الله مصطفى الرافعي فقد قال: (إن لم تزد بالحياة شيئاً تكن أن زائداً عليها) ، فلذلك واجب عليك أيها الإنسان أن تزيد الحياة جمالاً بأخواتها (الحيوات) وتزيد عليها الأجمل ، لذلك خُلقت بأحسن خلقة واستُخلفت على أكمل كوكب تصح الحياة به ، وخصصت بالعقل ، أليس هذا بكافٍ كي ترى به ومن خلاله الحقيقة كاملة ؟!
يا رفيقي الحياة لها فلسفة ، أليست الأسرة حياة ، والفرح والحزن وكل المشاعر حياة ، والعمل حياة والمرض والعافية كذلك وغيرها من هذه الضروب ، أوليس لكل منها حياة مفروضة عليك تعيشها وتتعايش معها ،تعددها يفتح لك أبوابا تلج منها إلى حيوات أخرى تضيفها إلى حياتك فيصبح عمرك أعمارا وعطاؤك عطاءات وحياتك حيوات كثيرات هي ماتريدها أنت حباً بها ولها ، كالطموح النجاح والارتقاء وغيرها مما تتطلع له أنت وغيرك يارفيقي !.
هذه لمحات متأمل بحياته فرأى ما رأى ، فاستشاط وتوقد حماسه كي يعرف المزيد عن هذه الحياة وأخواتها ، ويصنع لنفسه طريقا يعلو به معتلياً عليه ، ينتفع لينفع يقتدي ليُقتدى به ، فالمقصد من معرفة هذه الحياة ليس من أجل المعرفة فحسب ، بل المقاصد كلها لرفع الجهل وزرع بذرة الحماس ونشر ثقافة الإبداع والتأثير، فأنت يارفيقي إما قدوة أو مقتدي.
ما بعد النقطة:
'فإن إستشعرت معنى هي سائرة وأنت راحل حري بك أن تشمر وتسابق أنفاسك ، حتى وإن لم تصل يكفيك فخراً أن تُسجل مع من شارف على الوصول'
تعليقات