مشعل الظفيري يرى أن الإسلام لن يكون أبداً أفيونا للشعوب!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 14, 2014, 1:11 ص 979 مشاهدات 0
الراي
الدين أفيون الشعوب (2)
مشعل الفراج الظفيري
تحدثنا في المقال السابق كيف تطورت الحياة السياسية في أوروبا بعد أن تم عزل الكنيسة وجعلها داراً للعبادة.. وذكرنا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم عزل ديننا الإسلامي عن الحياة السياسية أو غيرها لما لهذا الدين من متانة وعدل إلا أننا اليوم أُبتلينا برجال دين ملكيين أكثر من الملك.. بما أننا في مجتمع إسلامي وأهله مفطورون على الدين فمنطقياً يحظى رجال الدين بشكل عام على احترام الجميع تقديراً لمظهرهم الإسلامي الخارجي، ولكن ينقلب هذا الاحترام في أغلب الأحيان إلى نظرة سلبية بعد أن يتم التعامل معهم وطوبى لمن طابق سلوكه مظهره الخارجي..
عندما يتم استغلال الدين لتحقيق مكاسب دنيوية فهذا يسمى كذبا ونفاقا.. وعندما يحور الدين في غير مواضعه لخدمة الخواطر هنا أو هناك فهذا جزاؤه جهنم وبئس المصير لأن فيه فتنه للناس وربنا سبحانه يقول «إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق»..
علماء السلطة أو مشايخ البلاط سمهم ما شئت في غالبهم لا يسعون لمرضاة الله ولكنهم يسعون لمرضاة الحكام والرؤساء كما فعل أجدادهم من المعتزلة.. أما سمعتهم بالخطيب المصري الذي أراد مدح الخديوي فطعن مباشرة بمقام النبي؟! لما أراد مدح الخديوي لموقفه مع طه حسين عندما قال «أن جاءه الأعمى» فما عبس ولا تولى..
عندما لا يحترم العالم قدر علمه استخف به الناس قبل الحكام وصار مذموماً مدحوراً في الدنيا قبل الآخرة لأنه كان يجدر به أن يتقي الله ربه أولاً وثانياً يحافظ على مصالح الناس العامة وحقوقهم فلا يزين الباطل ليجعله حقاً، فهذا والله لا يسمن ولا يغني من جوع حتى أن الحق جلَّ في علاه قال «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وهذه الآية تدل بشكل صريح على أن العالم يجب أن يكون أتقى الناس وأكثرهم خيفة من الله سبحانه وتعالى.
****
إضاءة:
هناك فرق كبير بين الإسلام كدين حنيف وبين من يرفع شعاره أو يحاول تطبيقه بطريقته الخاصة ولن يكون أبداً هذا الدين الخالد افيونا للشعوب حتى يتم حجره ما دامت السموات والأرض.
تعليقات