الثورات العربية ستستعيد عافيتها!.. هذا ما يتوقعه عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2014, 12:46 ص 880 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / الهزيمة النفسية
عبد العزيز صباح الفضلي
أعظم وسيلة يحاول فيها خصمك أن يتغلب بها عليك هو أن يجعلك تعيش في هزيمة نفسية، تدفعك إلى الخضوع والاستسلام، أو الانطواء والانزواء.
ولذلك حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على أن يبعث في نفوس أصحابه قيمة التفاؤل.
التفاؤل الذي يجعلك تحسن الظن بالله تعالى، وتنظر إلى المستقبل نظرة إيجابية، وتتوقع أفضل النتائج في المستقبل، وألا تسمح للشدائد أو المصاعب أن تأخذك لليأس والقنوط، وأن ترى تحقق هدفك البعيد، وإن حالت ظروف أو عقبات حالية دون تحقيقه.
يأتي الصحابي «خباب بن الأرت « شاكيا للرسول -عليه الصلاة والسلام- من بطش كفار مكة، فيبشّره -عليه الصلاة والسلام- بانتشار هذا الدين والتمكين له «حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه».
ويخرج -صلى الله عليه وسلم- مهاجرا من مكة إلى المدينة فيتبعه سراقة بن مالك طمعا في الجائزة، فيدعوه عليه الصلاة والسلام إلى الرجوع ويضمن له تسلم «سواري كسرى» في بشارة بانتصار المسلمين وامتلاكهم لخزائن الفرس.
ويختبىء مع صاحبه في الغار، فيسري الخوف في قلب أبي بكر على سلامة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيطمئنه قائلا (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
ومن نظرة التفاؤل ما بشر به الرسول -عليه الصلاة والسلام- أصحابه بانتشار الإسلام ما بلغ الليل والنهار، وإخبارهم بفتح المسلمين لبلاد فارس والروم واليمن يوم حفر الخندق، وأن رومية والقسطنطينية سيفتحها المسلمون لاحقا.
لذلك لا ينبغي أن نعيش هزيمة نفسية إذا شاهدنا تكالب اليهود والنصارى وبعض الموالين لهم من بني يعرب، ضد تيارات الإصلاح في بلادنا العربية والإسلامية، لا يجوز أن ييأس المسلم من نصر الله وتمكينه، ومن غير المقبول أن تكون مؤمنا بالله وقدرته ثم ترهب أعداء الدين.
بقيت القدس محتلة في أيدي الصليبيين لأكثر من 80 عاما ثم بعث الله تعالى صلاح الدين ليحررها من أيديهم، واليوم مضى على احتلال الأقصى 74 عاما ولن نيأس أبدا من اليوم الذي سيُطرد منه الصهاينة، ومن خلال استقراء التاريخ وبعض النصوص سنجد أنها تشير إلى أنه لن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل في عام 2025 على أقصى تقدير.
حدثت انتكاسات في بعض الثورات العربية، لكننا لن نيأس من أنها ستستعيد عافيتها بعد أن تنفي الخبث، وبعد أن كشف الله تعالى حقيقة الناس وميّز الطيب من الخبيث، والثائر الحقيقي من المزيف.
من هنا أدعو إلى الثقة بعون الله ونصره وأنه قريب من المؤمنين، ولا يدري الإنسان في أي لحظة يتم فيها التمكين للصادقين، «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».
ونقول للخصوم لن نيأس ولن نقطع الأمل بالله تعالى، وسيزول الظلم والطغيان، وإن رأيتموه بعيدا فإننا نراه قريبا.
تعليقات