تكتب دينا الطراح عن آليات الخروج العربي من نكسة الواقع الحالي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2014, 12:43 ص 648 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس / الغرب.. والعرب
دينا الطراح
«لا شيء يحدث هكذا.. دونما مجهود يُبذل فيه».
(د. ريتشارد كول)
الغرب: الناس يحاولون أن يكونوا سعداء، راضين بنصيبهم من الدنيا، يتساهلون قليلا في آمالهم وطموحاتهم، يحتفلون بأعيادهم ويظهرون مشاعرهم، ويعبرون عنها بفرحتهم بها في بيوتهم وشوارعهم، وما يرتدونه من ملابس وبطعامهم وبإجازاتهم الطويلة.. وأيضا يهتمون بمناسباتهم الخاصة، ولا يقضون إجازاتهم بالمنزل.. وذلك لأنهم لا يهملون أنفسهم، ولأن الأيام ليست كبعضها كل العام، ولأن حياتهم جديرة بأن تعاش بسعادة حقيقية، ويحافظون على جمال بلادهم ويعمرونها، لأنهم يدركون جيدا أنها ملاذهم الآمن، وفي وقت العمل هم أقل تحكما ولديهم فترة راحة، ويثنون على بعض ويقيمون رابطا قويا بين معنوياتهم والعمل ليحتفظوا بمستوى إنتاجي مرتفع، ولأنهم يدركون مدى قوة الألفة، ويجعلون بيئة عملهم ساطعة مشرقة قدر المستطاع، يتجنبون لغو الحديث، ويكفون عن حساب كل شيء، يواجهون مشاكلهم برفق ويخرجون أنفسهم من حالة التذمر، ويدركون أهمية التفكير ويشغلون عقولهم، فلا ينصاعون لكل ما يشاهدونه أو يقرؤونه أو يسمعونه، ويفوضون من يساعدهم في أعمالهم، ويتجنبون الإجهاد والقلق، ويدركون أهمية أن يكونوا أقوياء من دون أن يتبعوا سلوكا عنيفا أو خشنا، ويعملون على توسيع مداركهم ليكون عالمهم ذا مبادئ حقيقية ومفعماً بالمرح والطاقة، ولتكن حياتهم رسمت كما يريدون وبإرادتهم، وأخيرا يتوقفون عن الصراعات التي لن يفوزوا بها وليس لها نتائج، ويتوقفون عن المشاحنات الناتجة عن اختلافاتهم الشخصية، وينظرون الى الأمور نظرة جيدة وعقلانية وواقعية ومتفائلة.. فقد يصادفون التحول السحري، ولا يدعون أي شيء يقلل من عزيمتهم.
العرب: لا بد أن يتوقفوا عن النظرة الآلية للأمور.. فلا شيء سيحدث من دون مجهود مخلص وحقيقي وصحيح ومتقن فيه، ولا بد من أن يتحرروا من السجون التي يفرضونها على أنفسهم، التي تقيد حياتهم وتحدها، وأن يخوضوا غمار الحياة بعقلية متفتحة من دون ركل أنفسهم أو دفنها تحت أنقاض الضجيج والصخب.. فالصحة والمظهر الجيد والإبداع والحيوية والفرح والراحة والاستقرار النفسي تلك أمور مهمة للعمل بإنتاجية فعلية داخل أي مجتمع، والحياة التي تذكي شرارة هويتنا وحقيقتنا الفعلية يجب أن نعمل على تأجيجها داخلنا، ولنبدأ بتجميع أدواتنا وتقنياتنا ومعلوماتنا وأفكارنا الملهمة واللازمة لعملية التحول من نكسة الواقع الحالي والمرير الى النجاح والتطور الفعلي ذي النتائج السريعة، والتي ستجعل بلداننا العربية تسترد طبيعتها الأصيلة في النهاية.
تعليقات