نبض الشارع الكويتي صار عنوانا للمرحلة وسيداً للموقف!.. هذا ما تراه فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 761 مشاهدات 0


القبس

الشارع الكويتي يقود المشهد السياسي!

فوزية أبل

 

 

الملاحظ حالياً على صعيد التصويت في الانتخابات التشريعية، أن هناك اختلافاً كبيراً بين اتجاهات الناخب في الوقت الحالي عن السنوات السابقة، ومن الطبيعي أن يتغير ذلك الاتجاه أكثر في الانتخابات المقبلة، في حال إكمال المجلس مدته أو طرأت تغييرات لعدم إكمال مدته الدستورية.

لاحظنا جميعا كيف اختفت الفرعيات بهذا الشكل، حتى قبل صدور مرسوم الصوت الواحد. وأصبح هناك فصل بين القبيلة كمكانة اجتماعية لها تقديرها، وبين القرار السياسي، الذي اعتبره الناخب أمرا يندرج تحت قناعاته.

فالشارع الكويتي الذي خاض التجارب البرلمانية، والظروف السياسية، بما فيها المنعطفات، والقضايا ذات التأثير في الرأي العام، كفيلة بتغيير مزاج الناخب وقناعاته.

فعلى الرغم من أن مجلس الأمة يغيّر في النمط السياسي للشارع سلباً وإيجاباً، فإن مزاج الشارع وسياساته تأتي وتفرض نفسها، بأكثر من اتجاه.

فللأسف، العملية الانتخابية لا تتم بالآليات الصحيحة التي تؤدي إلى وصول الكفاءات النيابية، وهو ما أدى إلى استحداث أسلوب جديد في تعاطي الرأي العام مع المجالس النيابية في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الشارع الكويتي جزءاً من المشهد السياسي، ويحسب له حساب، فهو ينتقد بجرأة، ويصحح أداء النواب وممارساتهم.

فظاهرة التراشق وتعدي النواب، والصراخ واستخدام الألفاظ الدخيلة على المجتمع، سلوكيات رفضها الشارع وتصدى لها بقوة، وحصد نتائج تصديه لها.

وأيضا رفضه المشاريع السياسية التي قدّمت في الفترات الأخيرة، بسبب عدم رضائه على بعض الشخصيات المشاركة في صياغة تلك المشاريع. ومن قبل ذلك رفضه للشخصيات التي لعبت على الخطاب الطائفي من كل الأطراف. إلى جانب الموقف الشعبي من رفض الاتفاقية الأمنية.

وعبّر الشارع أيضا عن رأيه وانتقد أداء مجلس الأمة الحالي في عدة أمور، فعلى سبيل المثال: العمل الفردي للنائب، وافتقاد الخبرة التشريعية، وتوالي الاستجوابات بداية المجلس ومحاولة صنع بطولة شخصية على حساب العملية التشريعية، وعدم نجاح المجلس رقابياً، وعدم تلمس المواطن العادي أي طروحات ملموسة في القضايا الحيوية كملفات التعليم والصحة وغيرها بذريعة «الأولويات».

والمراقب للواقع المحلي يجد أن الشارع الكويتي اليوم صار قوة جديدة في المشهد السياسي، وفي عملية صنع القرار، فغياب الدور الحقيقي للمؤسسات أعطى سياسات الشارع التأثير في المشهد السياسي العام، فهو يكمل النقص ويسد الفراغ على علاته، ومع غياب أطراف مؤثرة في العمل السياسي، يصبح نبض الشارع عنوان المرحلة وسيد الموقف.

ففي ظل هذا التأثير للشارع الكويتي، هل يدرك دوره الحقيقي ويدعم السلوك الإيجابي، والقرارات والأفكار التي تمضي في الاتجاه الصحيح والموقف الوطني المطلوب؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك