الجيل العربي المسلم المتخبط بين ثقافات الغرب بحاجة لتصحيح وعيه!.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 6, 2014, 1:02 ص 769 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / جيل لا يعتز بتاريخه!
ناصر المطيري
في عام 1844 ألف كاتب فرنسي اسمه الكسندر دوما رواية بعنوان «الفرسان الثلاثة» وهي من وحي خياله، تسرد قصة ثلاثة حراس ملكيين مدمني خمور، المهم أن الرواية انتشرت بشكل واسع بين الفرنسيين وصار ثلاثة شبان مدمنو خمور فرساناً أسطوريين على الرغم من كونهم شخصيات خيالية.. قبل ذلك بألف ومائتي عام خرج من صحراء العرب ثلاثة فرسان حقيقيين اتجهوا شمالاً نحو بلاد الشام على رأس سرية صغيرة مكونة من ثلاثة آلاف مجاهد اسلامي ليقابلوا جحافل الامبراطورية الرومانية العظمى المكونة من مائتي ألف جندي، السرية الاسلامية انتصرت على جيش بيزنطة انتصاراً مدوياً وحصل هذا النصر المؤزر بعد أن ضحى الفرسان الثلاثة القادة بأرواحهم شهداء في المعركة وهؤلاء الفرسان الثلاثة هم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم.
كم من شبابنا المسلم العربي من هذا الجيل يعرف هؤلاء الفرسان المسلمين الثلاثة ويعتز بانتصاراتهم وماحققوه من مجد للأمة؟ الواقع المؤسف أن شبابنا اليوم متعلقون برموز غربية وشخصيات زائفة ووهمية تاريخية وحاضرة وهم اما جاهلون أو متجاهلون أو غافلون عن تاريخهم بشخوصه ورجاله.. نحن لا نلوم الغرب اذا اختلقوا لشعوبهم أبطالاً وهميين وصدروها لتصبح نماذج وقدوات لشبابنا التائه بل نلوم أنفسنا نحن في هذه الأمة حيث ضيعنا قصص أبطالنا الحقيقيين لذلك نجد المأساة في أطفال هذا الجيل العربي المسلم ممن أصبحت أحلامهم بأن يصيروا مثل « الرجل العنكبوت سبايدر مان» أو «سوبر مان» وغيرهم وكأن هذه الأمة لاتاريخ لها ولا أبطال يقتدى بهم أمثال علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو، سعد بن أبي وقاص والحسين بن علي رضي الله عنهم جميعاً..
ما أكثر شخصيات تاريخية يعرفها أولادنا؟ انها شخصيات السندباد وعلاء الدين وعلي بابا.. هل تعلمون أنها شخصيات غير حقيقية ناهيك عن أنها ليست عربية وكذلك مؤلفوها، ماهي البطولة التي يتعلمها أطفالنا من علاءالدين؟ لاشيء فكل شيء يريده يطلبه من المصباح السحري، ومن هو علي بابا الا لص يسرق مغارة الأربعين حرامي لن يتعلم أبناء الأمة الا أن يصبحوا لصوصاً فتصبح السرقة والفساد ثقافة سائدة، كما تتبلد مشاعر شبابنا عن استشعار المبادئ والقيم الثابتة وحقوقهم الوطنية والدينية..
مثال آخر للشباب العرب المعجبين بالثائر الشيوعي «تشي غيفارا» ما رأيكم ببطل عربي اسلامي حقيقي اعترف غيفارا أنه تعلم منه شخصيا حرب العصابات التي ابتكرها القائد العربي المغاربي عبدالكريم الخطابي؟
نحن فعلا بحاجة لتصحيح الوعي وتجديده لدى الجيل العربي المسلم المتخبط بين ثقافات الغرب، والمسؤولية بالأساس يتحملها ضلعان هما ضلع التعليم والتربية وضلع الاعلام.. لابد لمناهج التعليم أن ترسخ الحقائق التاريخية في أذهان الناشئة ولابد للاعلام أن يشحن العقول بالاعتزاز برموز الأمة الحقيقيين ويخلق منهم قدوات ونماذج للبطولة والكفاح والتميز.
تعليقات