المواطن الكويتي هو المشكلة والحل!.. بنظر عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 909 مشاهدات 0


القبس شغلوهم عبد اللطيف الدعيج من الواضح ان المسؤولين عندنا، في الحكومة، الى حد، وفي مجلس الامة بشكل عام، معنيون بأمر عجز الميزانية، ولديهم قلق واضح، خصوصا هذه الايام على مصير الدخل القومي. يعلمون انه يجري استنزافه بشكل سيئ وفقا للوضع والسياسات الحالية. ويعلمون ايضا انه بانخفاض اسعار النفط او بثباتها فإن الدخل لن يفي في المستقبل بمتطلبات وتكاليف الاجيال الكويتية المقبلة. لهذا فهم معنيون بالبحث عن بدائل ــ او بشكل اكثر دقة ــ روافد للدخل النفطي. في هذا البحث، مسؤولونا يتطلعون في كل شيء وينقبون يمينا ويسارا، خلفا واماما، لكنهم يرفضون او يتجنبون النظر ــ وفقا للقول ــ تحت انوفهم. يحاولون عصر كل شيء، وحلب اي شيء إلا صاحب القضية، الداء والدواء، المواطن الكويتي، هذا المواطن هو خارج المعادلة، وبعيد عن المشكلة وغريب على الحل. والغريب انه هذه الايام، وبعد اتضاح خطر انخفاض اسعار النفط، وبعد ان اصبحت الحقيقة اجراسا تُقرع وليست تحذيرات تُطلق. فان المسؤولين عندنا، وعوضا عن البحث عن مصادر للدخل، يكتفون في البحث بالتقتير والادخار وترشيد الانفاق، وهم هنا مع هذا الخطأ الرهيب يرتكبون خطأ اكثر خطورة في محاولة تجنيب المواطن الكويتي تضحيات ومآسي هذا الترشيد. يحاولون، كما اوضحت العديد من التصريحات الرسمية، تحميل الوافدين وحدهم مسؤولية ومهمة الترشيد وتقليص الانفاق الحكومي. المواطن الكويتي هو الحل، وقبل هذا هو المشكلة، ومضحك ان يقارن مسؤولونا بين استهلاك المواطن الكويتي واستهلاك الوافد الذي بالكاد يسمح له دخله او حتى وقته باستهلاك اي شيء. بالاضافة الى هذا، فان الترقيع او الترشيد لن يحل المعضلة، قد ينفع ليوم او يومين. ولكن بالتأكيد لن يكون حلا حقيقيا يعول عليه، بل وليفهمها مسؤولون ان كان عندهم القدرة والامكانية على الفهم، فان التطور العصري الحالي يتطلب يوميا المزيد من الانفاق، كما يحول بالضرورة الكثير من المواد والظواهر الاستهلاكية الى ضرورات لا غنى عنها، لمن يريد التواجد في القرن الحادي والعشرين. هذا يعني ان الحل الحقيقي من شقين: الاول تنويع مصادر الدخل، والثاني والاكثر سهولة وامكانية «تشغيل» المواطن الكويتي.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك