جهاديون من السعودية!.. بقلم خليل حيدر
زاوية الكتابكتب أكتوبر 7, 2014, 12:55 ص 789 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / جهاديون.. من السعودية
خليل علي حيدر
المقاتلون من الإسلاميين العرب انتحاريون اكثر من كونهم جهاديين. تقول «منيرة الهديب» في صحيفة الحياة، 2014/8/12، ان ثلاثة مقاتلين سعوديين نفذوا عمليات انتحارية منفصلة اول من امس، استهدفت قوات نظامية في سورية والعراق واليمن، اذ فجر السعودي «سعود العتيبي» مركبة مفخخة بنحو 8 اطنان من مادة TNT عند حاجز للجيش السوري، «بعدما ألح الانتحاري على اميره في تنظيم «داعش» بأن يعجل بتكليفه بتنفيذ العملية، لانه شاهد حورية في منامه»!
جسد العتيبي المكنى «أبومعاذ النجدي»، تضيف الكاتبة، تحول الى اشلاء، واسفرت العملية عن مقتل اكثر من 300 شخص.
وكان «العتيبي» اماما لاحد مساجد السعودية قبل انضمامه لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، منذ نحو عام. وتقول «الهديب» ان زملاء العتيبي في التنظيم، ذكروا انه «سجل اسمه ضمن قائمة الانتحاريين قبل شهر، وحاول التعجيل بتنفيذ العملية، مبررا ذلك بأنه رأى حورية في منامه».
السعودي الثاني «صالح الشقير»، المكنى «أبوعاصم الجزراوي»، قاد هجوما استبق احدى العمليات الانتحارية لـ«داعش» في مدينة الانبار بالعراق ضد الجيش العراقي. وكان قد قاتل من قبل في صفوف «جبهة النصرة» لاكثر من عام.
خلال هذا العام تنقل الشقير، او «الجزراوي»، تقول الكاتبة، «بين مناطق سورية حتى اصبح «أميراً» في دير الزور، ثم تعاطف مع «داعش» بعد اعلان قيامه فطرد من «النصرة»، لينتقل من دير الزور الى حلب، اذ بايع زعيم «داعش» ابوبكر البغدادي. وخطب الشقير فتاة سورية الا انه انتقل مع مقاتلين سعوديين آخرين الى بغداد».
ثالث الانتحاريين السعوديين كان «سالم هادي الصيعري» في عملية انتحارية استهدفت الجيش اليمني، نفذها تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، الذي اعلن قيامه عام 2009، اثر دمج فرعي تنظيم «القاعدة» في السعودية واليمن.
«هدى الصالح» كتبت في الشرق الاوسط، 2014/8/9 عن مقتل طبيبين تخلى احدهما عن الابتعاث كي ينضم الى «داعش»، حيث يحاول هذا التنظيم وتنظيم «النصرة» تجنيد الاطباء الخليجيين والسعوديين.
الصحيفة تحدثت مع احد الاطباء السعوديين العائدين من سورية، وهو ضمن الخمسة الأوائل في دفعة طلاب الطب لعام 2006.
لم تورد الصحيفة اسم الطبيب، ولكنه ذكر انه ذهب الى سورية قبل عام، وبقي اسبوعين ثم عاد. وحول اسباب عودته افاد الطبيب السعودي (27 عاما) بأن ذلك جاء بعد ان «تكشفت لي الحقائق حول المنهج الشرعي الذي تقوم عليه الجماعات المسلحة المتطرفة»، مشيرا الى «انهم يحملون معتقدات تنافي الدين الاسلامي والانسانية، اضافة الى ان اسرته سعت الى اعادته سالما بعد عدة اتصالات له جرت معها بين فيها لهم حقيقة الامور ورغبته في العودة».
دعوة تنظيمات الارهاب في العراق وسورية، لم تتوقف بالطبع، الى «جهاد الاطباء».. ولا شك في انها تستقطب الكثيرين.
في سورية، تحدثت الحياة، 2014/8/4، ان الشاب السعودي «فيصل علي الرويلي»، القيادي في «جبهة النصرة»، قد انضم الى قائمة القتلى، بعد انفجار عبوة ناسفة، زرعت في سيارة كانت يستقلها، واتهمت «النصرة» منافستها «داعش» بتنفيذ الانفجار.
وأوضح والد فيصل، علي الرويلي، للصحيفة، ان ابنه الاكبر فيصل «ذهب الى سورية قبل اكثر من ثلاثة اعوام وتسعة أشهر، من دون إخبار اهله، وذلك بعد عقد قرانه، ما جعل زوجته معلقة طوال فترة غيابه».
وكان الرويلي يعمل قبل سفره موظفا في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واماما لاحد المساجد في منطقة الجوف شمالي السعودية. ويقول والده: «لم يكن فيصل يحمل اي فكر قتالي او ارهابي قبل ذلك، حتى اننا فوجئنا بذهابه، اذ اتصل بنا وهو هناك، ليخبرنا بأنه انضم الى جبهة النصرة». وأضاف والده: «رفضت استقبال اتصالاته، واخبرته انني لن احادثه حتى يرجع، الا انه اكد لي انه لا يستطيع العودة، لانهم محاصرون في مدينة الغوطة». وعن مقتله قال الاب: «اتصل احد زملائه في التنظيم ليخبرنا ان فيصل قتل في مدينة الغوطة».
الارهاب، يقول الاعلامي المعروف جاسر الجاسر في مقال بعنوان «جهاديو السعودية»، الحياة 2014/8/10، بدأ في السعودية عام 1994، ثم كشف عن تجذره في 2003. ويقول ان المعالجة الفكرية لهذا الخطر لم تكن ابدا على المستوى المطلوب، ومازالت المغذيات المحرضة تقوم بدور فاعل، وبخاصة بعد وفاة الشيخين ابن باز وابن عثيمين، باعتبارهما «اخر مشايخ السلفية ذوي الثقل والتأثير والقيمة الفعلية عند جمهور الناس».
الاستاذ الجاسر يقول شاكيا ومنبها: «السعوديون ليسوا اصلا في الجامعات الارهابية، لكنهم حطبها الاثير، لان هذه الجماعات تجعلهم ضمن الكادر الادنى، فهم وقود الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، حياتهم «الجهادية» لا تطول كثيرا، ويكون الموت نهايتها الحتمية».
حقا.. من يضع نهاية لهذه المأساة الدامية؟
تعليقات