للحملة الإعلامية على 'داعش' تداعيات سلبية يشرحها سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 578 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  تداعيات الحملة الإعلامية على 'داعش'

سلطان الخلف

 

لا شك أن الحملة الإعلامية العالمية على داعش تعتبر وسيلة من وسائل الحرب على الإرهاب، وقد زادت حدتها بعد إعلان التحالف الدولي بزعامة أميركية الحرب عليها. إلا أن مثل هذه الحملة الإعلامية يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على الجاليات المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة بسبب هامش الحرية الواسع الذي تتمتع به وسائلهم الإعلامية.

فلكون المفردات الإسلامية غالبا ما تأتي قرينة عناوين تلك الحملة ـ الدولة الإسلامية ـ نجد أن المواطن الأوروبي أو الأميركي الذي غالبا ما يجهل أبجديات الإسلام يذهب بعيدا إلى اعتبار داعش نسخة أصلية منه وأنه لا فرق بين المسلمين وداعش وهذا المواطن المعبأ إعلاميا بمشاعر الغضب على المسلمين يصبح من أكثر الناس عداوة لتلك الجاليات وقد يتعرض أفرادها ومراكزها الإسلامية إلى اعتداءات على أيدي هؤلاء.

ومازلنا نتذكر قضايا كثيرة تتعلق بمثل هذه الحوادث تضمنت جرائم قتل راح ضحيتها مسلمون أبرياء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الذي يتكرر هذه المرة، لكن تحت عنوان «داعش وفي موقع آخر». ولذلك تعاني الجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا ضغوطا نفسية كبيرة بسبب هذه الحملة التشهيرية على داعش وتشعر بالخوف على أفرادها وبدرجة كبيرة تجاه نسائها المحجبات، حيث يسهل تمييزهن من بين النساء.

وربما تجاوز تأثير هذه الحملة الإعلامية على داعش البلاد الغربية إلى بلداننا العربية والبلاد الإسلامية، فقد يشعر المسلم بشيء من الحرج والضيق لمثل هذه التصرفات المنافية للإسلام التي تقوم بها داعش لما فيها من إساءة لروح الإسلام الذي يدعو إلى السلم والسلام وتشويه صورته وتصويره لدى الآخرين على أنه دين يدعو إلى العنف، وقد تدفع بالبعض إلى تبرير شكه في كل ما تقوم به المؤسسات الخيرية الإسلامية من أعمال إنسانية لمساعدة فقراء المسلمين في جميع أنحاء العالم، بل قد يصل الأمر عند البعض إلى الدعوة إلى تجفيف منابع التدين وحرمان التيارات الإسلامية المعتدلة من الممارسة السياسية.

وفي خضم هذه الحملة الإعلامية على داعش يجب ألا ننسى أن هناك نظاما قمعيا طائفيا في سورية شرد الملايين من أبناء الشعب السوري وقتل أكثر من 250 ألفا ولايزال يقتل ويدمر المدن السورية بالبراميل المتفجرة والطيران والأسلحة الثقيلة وأن العراق يعيش أزمة طائفية حادة منذ إسقاط النظام البعثي فيها ولولا هذه الظروف لما ترعرعت داعش وبسطت سيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق وسورية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك