عن خطر تصفية المكتبات الكويتية!.. يكتب عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 534 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  تصفية المكتبات.. خطر ثقافي

د. عصام عبد اللطيف الدعيج

 

يبدو ان الكتاب بدأ يفقد بريقه، وبدأ الناس يتجهون لغيره، اما كتابا مصوراً ملوناً مختصراً، واما عبر الحواسيب بأنواعها وأشكالها، والاستعانة بالانترنت والمواقع الالكترونية، واستشارة الشيخ قوقل.
وهذا الأثر السلبي على الكتاب عالمي وليس محليا فقط، لكنه يزيد بنسبة اعلى في بلادنا المشرقية بشكل عام، يدعمه تناقص الاهتمام بالقراءة وتنميتها، وبالتالي ينعكس على الثقافة العامة للمجتمع، وأخيرا.. وهو الاهم.. الأثر السلبي على المكتبات التي توفر الكتاب للقراء، وأعني المكتبات التجارية ودور النشر.
وعودة للتاريخ، فان «المكتبة الأهلية» كانت المصدر الأول للقراءة العامة في الكويت مطلع القرن العشرين، وتحديدا في عام 1923م، وهي بمثابة مكتبة عامة يأتي الشباب للقراءة فيها، أو الاستعارة منها، كما وفرت بعض الصحف والمجلات للبيع بحسب التوصية والطلب، ونستطيع ان نعتبر المكتبة الوطنية امتدادا لها.
وفي حقبة الخمسينات بدأ ظهور المكتبات التجارية، وتعززت في الستينات والسبعينات، حيث كانت الثقافة العامة في أوجها، وكانت القراءة والمحاضرات تمثل هاجسا لدى الشباب، وظهر ما يسمى بهوس القراءة، وكانت مجلة «العربي» رائدة الثقافة آنذاك، حتى ان العدد ينفد في الأسبوع الاول من الشهر.
ومن المكتبات المعروفة في ذلك الوقت: الرويح، ووكالة المطبوعات، والآداب، والمنار، ودار البيان، والربيعان، وذات السلاسل، ودار العروبة، الا ان بعضها أغلق أبوابه وصفى متاعه.
وبالامس انتشر خبر تصفية مكتبتي «المكتبات الكويتية»، و«فرج الله للمطبوعات»، وتباع الكتب بخصم يتراوح بين 25 و%50. ومكتبة فرج الله كانت وكيل معظم الصحف الأجنبية وبعض الصحف العربية، والمكتبات الكويتية أول من تخصصت في الكتاب الاجنبي والصحف الأجنبية، وان كانتا لاقتا رواجا في زمانهما، فالآن هما في طور التصفية، فيالها من خاتمة لأحد مصادر الثقافة في الكويت.
اننا بحاجة ماسة في هذا الزمان الى دعم الكتاب، ولا يكون ذلك الا بدعم المكتبات التي تستورد الكتب، وحتى أكون عمليا اقدم الاقتراحات التالية، التي ارى ان يرعاها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: 
1) انشاء اتحاد او مؤسسة للناشرين، على ان تكون مؤسسة حكومية تجارية مشتركة، تعمل على حماية الكتاب والثقافة من الزوال، وتحمي القراء من الجشع، وتوفر البدائل المناسبة.
2) التزام جميع وزارات الدولة بشراء 100 نسخة كحد أدنى، من اي اصدار كتابي جديد، ويمكن ان يقدم اهداءً للضيوف، بدل الساعات والأقلام.. الخ.
3) التزام وزارة الخارجية بشراء 1000 نسخة من اي كتاب وطني، ويهدى عبر السفارات الكويتية في الخارج، ويهدى للسفارات المحلية.
4) التزام وزارة التربية بشراء 1000 نسخة من اي اصدار وطني، وتعميمه على جميع مكتبات المدارس، والمكتبات العامة.
5) التزام كل وزارة ومؤسسة حكومية او شريكة بها الحكومة، بشراء 100 نسخة كحد أدنى من اي اصدار تخصصي في مجالها، وتهديه الى المؤسسات الموازية وأصحاب الاختصاص.
وبالطبع يكون ذلك وفق ضوابط ولوائح تحددها جهات الاختصاص.
هذه باقة أفكار، ولعل في جعبة الآخرين أفكاراً أخرى مفيدة، من اجل الحفاظ على هذه المكتبات.اما تشجيع القراءة، فهذه مرحلة موازية، ينبغي ان تبادر بها تلك المكتبات، بخط مواز مع وزارة التربية والمجلس الوطني للثقافة ورابطة الأدباء.
٭٭٭
أعزُّ مكانٍ في الدُّنَا سرجُ سابح
وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك